غريبة هي لعبة السياسة، لا تخشى المقدسات ولا المسلمات و لا تأبى المحرمات. كل ما تأمن به هو منطق الغنيمة"، و هو بكل بساطة ما يعرفه المشهد السياسي المغربي."

فالكل يتسائل كيف استطاع حزب ذو مرجعية إسلامية قيادة دولة ملكية؟ إنها بكل تأكيد الظرفية السياسة، التي فرضت على صناع القرار تبنيج الرعايا بنوع جديد من السلطة، "سلطة دينية"، قادرة على أدلجة فئة واسعة بفكر موجه، لكن سرعان ما تحولت المسألة إلى صراعات سياسية جوفاء.

 لقد أقدم مؤخرا حزب "العدالة و التنمية" الذي يقود الحكومة على تخصيص اعتماد مالي في مشروع ميزانية "2015" كهبة للأرامل، و هو ما ترفضه بشدة أحزاب المعارضة، فهو بالنسبة لهم "تكلفة سياسية" باهضة، ستكسب الحزب الحاكم قاعدة واسعة! إنه العبث السياسي شخصيا.

 زد على ذلك الفراغ الرهيب على المستوى الدبلوماسي، و خصوصا "الدبلوماسية الموازية"، التي تجاهلت وضيفتها و أصبح دورها سلبيا و معكوسا، فبعدما كان دور المجتمع المدني و النسيج الجمعوي هو تثمين سياسات الحكومة و مخططاتها الخارجية، تحول دورها إلى ميليشات بصيغة أدبية، و السبب بكل تأكيد هو اختلاف المرجعيات، بين من يحكم "بخطاب ديني"، و من ينشط في الإتجاه المعكوس و يبقى القول في الأخير، أن المشهد السياسي المغربي تحول إلى مشهد بكل ما تحمله الكلمة من معاني.



زيان أمين