اعتبر زعيم بوليساريو محمد عبدالعزيز السبت ان الجبهة الانفصالية "قوة ضرورية لحماية المنطقة من التطرف وعدم الاستقرار"، رغم العلاقة القائمة منذ سنوات بينها وبين مقاتلين يدورون في فلك القاعدة وتجار مخدرات.

 

وتسيطر بوليساريو على مخيمات تندوف التي تؤوي عشرات الالاف من اللاجئين الصحراويين وتقع في الجنوب الغربي للجزائر على الحدود مع المغرب وموريتانيا وفي قلب منطقة تنشط فيها الجماعات المرتبطة بالقاعدة.

 

وكانت مؤسسات بحثية ومراقبون وحقوقيون حذروا من العلاقات التي تقيمها بوليساريو مع قيادات في الجماعات الاسلامية المتشددة.

 

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية في مدريد، قال عبدالعزيز "ان الجمهورية الصحراوية (غير المعترف بها) وجبهة البوليساريو قوى ضرورية لحماية الاستقرار والاعتدال ولحماية المنطقة من الانزلاق نحو التطرف".

 

وفي وقت سابق من هذا العام، حذر مركز دراسات أميركي من التواطؤ القائم بين الجماعات الإرهابية التي تشن هجمات متواصلة في شمال إفريقيا والساحل، مع أعضاء البوليساريو.

 

وقال المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، التابع لمجموعة التفكير الأميركية، "بوتوماك إنستيتيوت فور بوليسي ستاديز"، ان مرتكبي هذه الهجمات تحركهم دوافع إيديولوجية مختلفة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق إلى جانب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعناصر من بوكو حرام، وأنصار الدين، والحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا، والشباب، إضافة إلى مقاتلين التحقوا بمخيمات تندوف، التي تسيطر عليها البوليساريو.

 

واشارت مصادر صحافية ايضا الى ان المئات من الشباب الصحراويين المقيمين في تندوف تم تجنيدهم من قبل هذه الجماعات الإرهابية لتنفيذ عمليات متعددة تتعلق باختطاف الأشخاص وتهريب المخدرات والأسلحة.

 

وتطالب بوليساريو بانفصال الصحراء المغربية، المترامية الاطراف وتملك منفذا على المحيط الاطلسي، والتي اعادها المغرب الى سيادته في 1975 مع رحيل المستعمر الاسباني.

 

وبعد 16 عاما من النزاع المسلح ابرم اتفاق لوقف اطلاق النار بين المغرب وبوليساريو لكن خطة التسوية التي وضعتها الامم المتحدة في 1992 لم تطبق.

 

وتعرض المملكة المغربية خطة حكم ذاتي واسع للصحراء في ظل سيادتها وهو ما ترفضه البوليساريو.

 

وجاءت تصريحات عبد العزيز بعد ايام من تهديد "وزير خارجية الجمهورية الصحراوية" بالعودة الى العمل المسلح في رد فعل على تصريحات للعاهل المغربي.

 

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس اكد الاسبوع الماضي ان الصحراء المغربية ستظل تحت السيادة المغربية "إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، مؤكدا ان "مبادرة الحكم الذاتي هي اقصى ما يمكن ان يقدمه المغرب" لحل هذا النزاع.

 

 

 

 

بلقاسم الشايب للجزائر تايمز