رفض وزير خارجية اليمن رياض ياسين الأحد دعوة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لإجراء محادثات سلام وقال إن عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لم تنته.

وأضاف ياسين في مؤتمر صحفي في لندن "هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذه الدمار الذي سببه علي عبدالله صالح. لا مكان لصالح في اي محادثات سياسية في المستقبل".

وكان صالح الذي يقاتل مؤيدوه إلى جانب المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين أسقطوا الحكومة المركزية قد دعا الجمعة كل اليمنيين للعودة إلى طاولة الحوار السياسي لإيجاد سبيل لإنهاء النزاع في البلاد.

وقال صالح في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك "دعوة إلى كل أبناء الشعب اليمني الصامد والصابر للتصالح والتسامح والعودة إلى حوار يمني يمني.. نداء إلى كل الأطراف المتصارعة في جميع المحافظات، أن يوقفوا الاقتتال ويعودوا إلى الحوار في المحافظات، وأن يطلق جميع الأسرى والمختطفين".

وتابع قائلا "أدعو كل الأطراف، دون استثناء، حتى الخصوم السياسيين الذين خاصموني منذ العام 2011، إلى الحوار والتسامح، وأنا سأتجاوز وأتسامح عن الجميع لمصلحة الوطن، من أجل صيانة الدم اليمني الذي أزهق وسال بدون وجه حق وبدون أي سبب".

وأضاف "أدعو أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف، كما أدعوهم وجميع المليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين لهادي إلى الانسحاب من جميع المحافظات وخصوصاً محافظة عدن ثغر اليمن الباسم، وتسليمها للجيش والأمن تحت امرة السلطات المحلية في كل المحافظات، وأن يتم حوار يمني سعودي تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف".

وتحدث ياسين بعد أن شهد اليمن الأحد غارات جوية وقصف بحري وقتال بري في بعض من أوسع المعارك انتشارا منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في هذا البلد الشهر الماضي.

وأكد رياض ياسين وجود عناصر من "حزب الله" اللبناني والحرس الثوري الإيراني في اليمن، لافتا إلى أن "الحوثيين مازالوا يهاجمون المدنيين في أنحاء البلاد ويحاولون منع وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين".

واشار الى انهم يحاولون دفع التحالف العربي لوقف غاراته، موضحا انه "لم يتم التوصل إلى أي صفقة معهم حتى الآن".

وفي مؤتمر صحفي، لفت ياسين الى ان عملية "عاصفة الحزم" لم تنته بعد و 70 بالمئة من الأراضي اليمنية ليست تحت سيطرة الحوثيين، معتبرا ان "الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة".

وشدد على ان "اليمن سيكون جزءا من المنظومة الخليجية، وانه ليس هناك حاجة لتدخل بري عسكري كثيف".

واشار ياسين الى ان "هناك 1600 حوثي يتلقون تدريبات عسكرية في إيران"، نافيا وجود عناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية" في اليمن.

واكد ياسين في وقت سابق أن كافة المبادرات التي قدمت سواء من إيران أو من قبل صالح وأعوانه من الميليشيات والانقلابيين لخير دليل علي تورط تلك الجهات في الوضع الذي وصل إليه اليمن في حين يحاولون تسويق أنفسهم علي أنهم حمائم سلام. وشدد علي أن إيران متورطة بالوضع الذي وصل إليه اليمن.

وأشار الى أن الحوثيين يتعمدون قصف مناطق سكنية، وما فعلوه يرقي إلي جرائم حرب، كما أكد أن الانسحاب وإلقاء السلاح يسبق أي مبادرات، مضيفاً أن المطلوب واحد وهو تنفيذ قرار مجلس الأمن بشكل عاجل من قبل صالح وأعوانه من الانقلابيين الحوثيين.

وأوضح أنه طالب مرارا وتكرارا بمناطق آمنة تتواجد فيها قوات من الشرعية اليمنية أو قوات عربية لتقديم خدمات الإسعاف والمساعدات الغذائية للمواطن داخل اليمن، لافتا إلى أن تحديد تلك المناطق متروك في عهدة قيادة عاصفة الحزم، مشيرا إلي أن مثل تلك الأماكن تتيح عودة الشرعية.

وأضاف أن الضربات الجوية أضعفت كثيرا من مخزون السلاح لدي الميليشيات الحوثية وصالح، حتي خطابات زعماء الانقلابيين تدل علي مدي الانهزام الذي وصلوا إليه، مشيرا إلى أنهم يحاولون من خلال الزعيق استعطاف المجتمع الدولي.