لم تستبعد مصادر دبلوماسية غربية وعربية متطابقة أن "تقدم الولايات المتحدة الأميركية على تنفيذ خيار الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي في ليبيا" عبر تنصيب اللواء خليفة حفتر رئيسا للبلاد بعد أن بدا الحل السياسي مستحيلا في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية أن واشنطن تدرس فعلا الخيار المصري الذي أنهى حكم الإخوان المسلمين.

وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها إن "الولايات المتحدة باتت أكثر قلقا تجاه الأوضاع في ليبيا خاصة بعد سيطرة الجماعات الجهادية المسلحة على أجزاء كبيرة من الأراضي الليبية وفي مقدمة تلك الجماعات تنظيم الدولة الاسلامية الذي يخطط للقيام بعمليات تفجير في عدد من المدن الكبرى بما فيها طرابلس في مسعى لتوسيع مناطقه".

وقالت نفس المصادر "إن خيار السيسي الذي أنهى حكم الإخوان رغم ما أثاره من جدل وانتقادات بدا لصناع القرار الأميركي الخيار الوحيد الكفيل بإنهاء سيطرة كل من قوات فجر ليبيا الذراع العسكري للإخوان وتنظيم الدولة الذي قويت شوكته بعد أن ارتفع عدد مقاتليه في ليبيا إلى أكثر من الفي مقاتل على أجزاء كبيرة وإستراتيجية من الأراضي الليبية".

غير أن المصادر نفسها رجحت أن "لا تقدم الولايات المتحدة الأميركية على تنصيب اللواء حفتر رئيسا للبلاد إلا بعد تهيئة أرضية سياسية من خلال كسب تأييد القوى الليبية النافذة وخاصة القبائل الرافضة لقوات فجر ليبيا ولتنظيم الدولة الاسلامية ".

 

وتتطابق هذه الآراء مع تقرير نشرته منذ يومين صحيفة "ميدل إيست بريفينغ" الأميركية وكشفت فيه أن واشنطن تدرس تنفيذ خيار السيسي في ليبيا.

وقالت الصحيفة إن البنتاغون والمخابرات الأميركية تدرس "خيار السيسي" بالنسبة لليبيا، في الوقت الذي يقترب فيه 17 جوان/حزيران، الموعد النهائي المحدد للوساطة الأممية لوقف إطلاق النار، وتأسيس حكومة واحدة، في غياب أي علامة على حدوث انفراج دبلوماسي.

ويحاول الوسيط الأممي برناردينو ليون، التوصل لاتفاق بين حكومة طبرق المنتخبة، وائتلاف فجر ليبيا، المتمركز في طرابلس، والذي يهيمن على العاصمة، ويحكم النصف الغربي من البلاد منذ العام الماضي.

غير أن مهمة برناردينو ليون تعقدت أكثر بعد أن سيطر مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" على عدد من المناطق إضافة إلى أن جهوده للتوصل إلى حل سياسي بين الحكومة وقوات فجر ليبيا لم تقد إلى أي حل.

وتقول الصحيفة أنه "بينما تدعم واشنطن رسميا مبادرة الأمم المتحدة، يدرس البنتاغون والمخابرات المركزية آلية احتمال طارئ بتنصيب اللواء خليفة حفتر رئيسا لليبيا، إذا فشلت المفاوضات".

وتمد الولايات المتحدة قوات حفتر بأسلحة كافية، لتصعيد الضغوط على قوات فجر ليبيا التي تسيطر على طرابلس والمناطق الغربية للبلاد.

وفي مسعى لكسب التأييد السياسي والشعبي تتضمن خطة واشنطن تشجيعا سريا لقبائل ليبية للانشقاق عن طرابلس، لإجبار فجر ليبيا على الجلوس على مائدة المفاوضات بحسب ما ذكرت صحيفة "ميدل إيست بريفينغ".

وكشفت الصحيفة أنه "إذا مر 17 جوان دون الوصول لاتفاق، فإن إدارة أوباما تستعد لتمويل حفتر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد ائتلاف فجر ليبيا والفصائل الجهادية المتحالفة معه".

وحسب الصحيفة فان واشنطن مقتنعة بقدرة حفتر على إحكام قبضته الأمنية على ليبيا بمرور الوقت، بالإضافة إلى أنه سيكون حليفا مخلصا لواشنطن.

ويضغط مسؤولو البنتاغون من أجل استحواذ حفتر على السلطة، إذا فشلت المفاوضات، بدعوى قدرته على رئاسة الدولة، وتحالفه الوثيق مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي صعد إلى السلطة في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد فترة الحكم الفاشلة للرئيس الإخواني محمد مرسي.

وعزت المصادر الدبلوماسية الغربية والعربية تخطيط الإدارة الأميركية لـنقل التجربة المصرية إلى ليبيا إلى أن "واشنطن باتت أكثر اقتناعا بخطورة الجماعات الجهادية الليبية على بلدان شمال إفريقيا".