أظهرت اعترافات عناصر الجماعات الجهادية خلال تحقيقات الأجهزة الأمنية التونسية معهم أنهم يخططون للقيام بهجمات على مقرات البعثات الدبلوماسية للبلدان الغربية التي يعتبرونها أوكارا للتجسس تستهدف الإسلام والمسلمين فيما شدد خبراء أمنيون وعسكريون على أن تحذير الولايات المتحدة الأميركية رعاياها من مخاطر السفر إلى تونس "لم يأت من فراغ" وإنما يعكس توقعات واشنطن بهجمات تستهدف الأجانب.

وقال أمنيون إن التحقيقات مع عناصر أكثر من 15 خلية جهادية تم تفكيكها خلال الشهرين الماضيين أظهرت أن الجماعات الجهادية التي كانت بايعت تنظيم الدولة تخطط للقيام بعمليات اختطاف تستهدف الأجانب وأيضا لتنفيذ هجمات على مقرات البعثات الدبلوماسية الغربية التي تعتبرها "أوكارا للكفار للتجسس على المسلمين".

وجاء ذلك في وقت كشف فيه تحذير الولايات المتحدة الأميركية لمواطنيها من مخاطر السفر إلى تونس أن واشنطن تتوقع أن تشن الخلايا الجهادية هجمات خلال الفترة القادمة تستهدف الأجانب وأنها تعتبر الأوضاع الأمنية بالبلاد أوضاعا هشة تستوجب أقصى درجات الحذر واليقظة.

وقال مصدر أمني إنه من الوارد تسجيل عمليات إرهابية جديدة وتوقع أن يشن الجهاديون هجمات ضد وفود بلدان أجنبية خلال الفترة القادمة.

واعتبر الخبير الأمني والعسكري علي زمرديني إن "تحذير الولايات المتحدة الأميركية رعاياها من مخاطر السفر إلى تونس لم يأت من فراغ وإنما هو "مؤشر على خطورة الوضع الأمني بالبلاد" على الرغم من الضربات الموجعة التي تلقتها الخلايا الجهادية خلال الأشهر الأربعة الماضية من قبل قوات الأمن ووحدات الجيش.

وشدد على أن واشنطن "تُراقب عن كثب ما يجري في المنطقة وبالتالي فإن تحذيرها مُجدّدا لمواطنيها بتونس مُؤشر على خطورة الوضع الأمني" في ظل تنامي خطورة الجهاديين الدين قويت شوكتهم بالبلاد.

وتوقع زمرديني أن يقوم الجهاديون بـ"عمليات اختطاف أجانب مُقيمين في تونس" كما لم يستبعد أن ينفذوا عمليات تفجير في مناطق متفرقة من البلاد وفي مقدمتها المدن السياحية مثل سوسة والحمامات والمهدية والمنستير.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد حذّرت رعاياها من "مخاطر السفر إلى تونس" ودعت المقيمين منهم بتونس إلى "اتخاذ أعلى درجات اليقظة والحذر" وذلك بسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة على المتحف الأثري في باردو وسط العاصمة وعلى فندق بمدينة سوسة.

وفي 18 مارس/اذار قام جهاديان بهجوم على المتحف الأثري بباردو وخلف أكثر من 70 ضحية بين قتيل وجريح أغلبهم من السياح الأجانب فيما قام جهادي آخر بهجوم دموي في يونيو حزيران استهدف فندقا في مدينة سوسة السياحية وخلف 38 قتيلا و39 جريحا من السياح الأجانب.

وشددت الخارجية الأميركية على أن المخاطر ستبقى قائمة إلى موفى شهر سبتمبر/ايلول مضيفة أن "السلطات التونسية أبدت التزامها بمعالجة المخاوف الأمنية ورفعت بشكل ملحوظ من إجراءات الحماية في الأماكن السياحية" غير أنها لفتت إلى أن "التحديات تبقى موجودة".

وتوقع الخبير زمرديني أن يشن الجهاديون هجمات مسلحة أو القيام بتفجيرات تستهدف المؤسسات السيادية للدولة مثل الثكنات العسكرية ومقرات قوات الأمن ومقرات البعثات الدبلوماسية للبلدان الأجنبية.

وفي أعقاب هجوم سوسة عززت السلطات التونسية الحماية الأمنية لمقرات البعثات الدبلوماسية والمدن السياحية ،غير أن تلك الإجراءات لم تبدد مخاوف البلدان الأجنبية إذ دعت بريطانيا مواطنيها إلى مغادرة تونس فيما فتحت الشرطة الألمانية مكتبا قارا في مقر السفارة الألمانية بتونس.

غير أن عددا آخر من الخبراء العسكريين يقللون من خطورة الجماعات الجهادية على مقرات البعثات الدبلوماسية ملاحظين أن تلك الجماعات تلقت خلال الأشهر الماضية ضربات موجعة وفي الصميم وفي مقدمتها كتيبة عقبة بن نافع أخطر الجماعات حيث نجت قوات الأمن في تدمير بنيتها التنظيمية بنسبة 90 في المائة.