اعلنت رئيسة الحزب الديموقراطي الاميركي ديبي واسرمان شولتز الاحد انها ستستقيل من منصبها في نهاية المؤتمر العام للحزب الذي يبدأ الاثنين في فيلادلفيا والذي ستعلن خلاله هيلاري كلينتون مرشحة رسمية للحزب للانتخابات الرئاسية.

وقالت شولتز في بيان ان من الأفضل ان "استقيل من منصبي كرئيسة للحزب في نهاية المؤتمر العام"، في وقت نشر موقع ويكيليكس الجمعة نحو 20 الف رسالة الكترونية تكشف ان الحزب شهد مساعي لعرقلة حملة بيرني ساندرز خلال الانتخابات التمهيدية.

وكان الديموقراطيون سعوا الاحد الى احتواء فضيحة التسريبات، ما هدد الهدنة الحذرة في صفوف الحزب عشية مؤتمره في فيلادلفيا.

ويجتمع اعضاء الحزب الديموقراطي الاثنين في فيلادلفيا لتنصيب كلينتون مرشحة رسمية للانتخابات الرئاسية الاميركية التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر، في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

الا انه وبعد انتخابات تمهيدية صعبة، يتوجه الحزب الديموقراطي الى مؤتمره اكثر وحدة من الحزب الجمهوري الذي ظهرت الانقسامات في صفوفه جلية هذا الاسبوع اثناء تاكيده ترشيح ترامب لخوض معركة الرئاسة.

وكانت هيلاري كلينتون (68 عاما) وعدت خلال تجمع انتخابي في ميامي مع المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم كين (58 عاما) الذي اختارته مؤخرا، بـ"تقديم رؤية مختلفة جدا عن بلدنا الاسبوع المقبل في فيلادلفيا".

واضافت "سنبني جسورا وليس جدرانا وسنعتمد التنوع الذي صنع عظمة بلدنا".

بينما القى كين كلمة حماسية سلط فيها الضوء على الاختلافات بين كلينتون وترامب.

وقال "انها لا تهين الناس بل تستمع اليهم (..) ولا تهين حلفاءنا بل تحترمهم. وستدعمنا دائما".

ولكن وفيما كان الحزب يحتفل بالمودة بين اعضائه، ويستعد لمؤتمره، ظهرت فضيحة يمكن ان تهز وحدة الحزب.

فقد نشر موقع ويكيليكس مجموعة من الرسائل الالكترونية لعدد من كبار المسؤولين في الحزب تشتمل على رسالتين تشيران الى جهود داخلية لعرقلة حملة ساندرز الانتخابية اثناء منافسته لكلينتون، ومن بينها محاولة اظهاره كملحد لتقويض تاييده في الولايات المتدينة.

وكان ساندرز، السناتور عن ولاية فيرمونت، دعا مجددا الاحد الى استقالة رئيسة اللجنة الوطنية الديموقراطية التي تتعرض لانتقادات بعد ان شككت التسريبات في حيادها.

وصرح ساندرز لشبكة ايه بي سي الاخبارية "يجب ان لا تكون ديبي واسرمان شولتز رئيسة للجنة الوطنية الديموقراطية. واعتقد ان الرسائل الالكترونية هذه تؤكد السبب الذي يدعو الى ان لا تكون رئيسة".

وذكر تلفزيون سي ان ان الاحد ان مسؤولي الحزب قرروا ان لا تلقي واسرمان شولتز كلمة في المؤتمر وان لا ترأس المؤتمر الذي يستمر اربعة ايام في محاولة اخيرة لارضاء معسكر ساندرز الغاضب.

ونقل التلفزيون عن مسؤول كبير في الحزب الديموقراطي ان "حجرا فرض" على واسرمان شولتز.

احتجاجات

وسيتحدث ساندرز والسيدة الاولى ميشيل اوباما في اليوم الاول من المؤتمر الذي سيبدأ الاثنين الساعة 16:00 (20:00 تغ) في الصالة الرياضية للهوكي وكرة السلة "ويلز فارغو سنتر".

وسيكون الرئيس الاسبق بيل كلينتون نجم يوم الثلاثاء، فيما سيتحدث في المؤتمر كل من الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن.

ورغم ان ساندرز اعرب عن تاييده العلني لمنافسته السابقة هيلاري كلينتون، الا ان العديد من اشد مؤيديه ينظمون احتجاجات في فيلادلفيا يتوقع ان يكون اضخمها يوم افتتاح المؤتمر.

وتجمع عدة الاف من المحتجين في شوارع فيلادلفيا بالقرب من مبنى البلدية الاحد، العديد منهم من انصار ساندرز ومؤيدي الطاقة المتجددة ومعارضي التنقيب عن الزيت الصخري.

واعرب العديد في معسكر ساندرز عن خيبة املهم بشان اختيار كلينتون لكين مرشحا لمنصب نائب الرئيس نظرا لانه من يسار الوسط، وزاد الكشف عن الرسائل الالكترونية من استيائهم.

وقالت لوري سيستنيك مؤسسة مجموعة "اوكوباي دي ان سي" المعارضة لكلينتون على موقع فيسبوك "نحن غاضبون من قاعدة الحزب". واضافت "قبل عام كنت مع هيلاري كلينتون لكنني تنبهت الى انها جزء من نظام فاسد".

ومن بين التسريبات رسالة الكترونية تظهر ان مسؤولا بارزا في الحزب تآمر لكي يظهر ساندرز، وهو يهودي، على انه ملحد لتقويض تاييده خاصة في الولايات المتدينة.

وصرح ساندرز لتلفزيون سي ان ان "اعتقد ان الامر مشين، ولكنه لا يشكل صدمة بالنسبة لي".

واضاف "اعني انني لا اشك، كما لا يشك اي مراقب موضوعي، بان اللجنة الديموقراطية كانت تؤيد هيلاري كلينتون".

وسارع ترامب الى استغلال التسريبات لمحاولة الحصول على اصوات مؤيدي ساندرز المستائين الذين يشعرون انه حرم من فرصة الترشح.

وقال ترامب في تغريدة "يبدو ان مؤيدي بيرني سيقاومون. اذا لم يفعلوا فان دمهم وعرقهم ودموعهم ذهبت هباء. كين يمثل عكسه".

انتصار لساندرز

حصل بيرني ساندرز على بعض التنازلات. والبرنامج الذي سيتم تبنيه خلال اعمال الحزب يتضمن العديد من مطالبه مثل زيادة الحد الادنى للاجور على المستوى الوطني ليصل الى 15 دولارا في الساعة مقابل 7.25 حاليا.

وسيتبنى المندوبون الديموقراطيون البالغ عددهم حوالي 4700 نصا يضع اسس اصلاح لنظام "كبار الناخبين" الذي انتقده ساندرز بشدة.

وهؤلاء هم مندوبون يحق لهم التصويت نظرا لوظائفهم كاعضاء منتخبين في الكونغرس وغيره ومسؤولين في الحزب، ولا علاقة لهم بنتيجة الانتخابات التمهيدية. ويدين انصار ساندرز هذا النظام معتبرين انه مخالف للديموقراطية.

ووافقت لجنة تحضيرية السبت في فيلادلفيا على خفض عدد هؤلاء المندوبين بمقدار الثلثين في تغيير سيطبق اعتبارا من 2020.

وقال جيف ويبر مدير حملة ساندرز "انه انتصار كبير في معركة السناتور ساندرز من اجل اضفاء الديموقراطية على الحزب الديموقراطي واصلاح اجراءات التنصيب".

ولا شك ان مشاعر معادية لهيلاري سادت بين النشطاء الذين تدفقوا الاحد على فيلادلفيا حيث تكثف الشرطة عملياتها الامنية.

وصرخت امرأة كانت توزع المنشورات "هيلاري هي داعية حرب اكثر من ترامب".

الا ان اخرين في المدينة اعربوا عن تاييدهم لهيلاري التي تسعى الى ان تصبح اول امرأة تتولى الرئاسة بعد ثماني سنوات من تولي اوباما، اول رجل اسود للرئاسة.

وقالت باتي نوركيفتسز بعد يومين من رسم ترامب صورة قاتمة للوضع في البلاد، "يجب ان لا نخاف. نحن اميركيون".

واضافت "يجب ان نكون فخورين ومتحدين، مع السماح لنا باختلاف الراي".