استقبلت بغداد الاثنين وفدا من جماعة أنصار الله (جماعة الحوثي) في زيارة يعتقد أن ايران رتبت لها في محاولة لتسويق المجلس السياسي الأعلى أو مجلس الحكم الذي شكله الإنقلابيون مع حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وتسعى ايران الخصم الاقليمي للسعودية والداعمة للحوثيين الى انتزاع اعتراف عددا من الدول بمجلس الحكم في اليمن وبالتالي اضفاء صبغة الشرعية على مجلس فاقد للشرعية الذي يريد المتمردون فرضه كأمر واقع.

وتأتي زيارة وفد الحوثيين الى بغداد أيضا في ظل توتر بين السعودية والعراق على خلفية تصريحات السفير السعودي ثامر السبهان التي أثارت غضب العراق والذي طالب الرياض بتغييره.

ويبدو أن طهران استثمرت البرود الدبلوماسي بين الرياض وبغداد لتجعل من العراق الذي تقوده حكومة شيعية، محطة انطلاق الحوثيين لتسويق مجلس الحكم.

ومن المقرر أن يقوم وفد الحوثيين بجولة تشمل عدة دول من ضمنها بيروت حيث يفترض أن يلتقي بقيادات حزب الله اللبناني وبأمينه العام حسن نصر الله ومن لبنان الى ايران وهي المحطة الأهم.

وقالت وزارة الخارجية العراقية على موقعها الإلكتروني إن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري اجتمع الاثنين مع ممثلين عن جماعة الحوثي لبحث الأزمة اليمنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال الاثنين، إن وفدا رفيع المستوى من الحوثيين وصل بغداد في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، لإجراء مباحثات بشأن الأزمة اليمنية.

وأكد أن "الوفد يضم قيادات الحركة الذين شاركوا في المفاوضات التي استضافتها الكويت. وأوضح أن "الموقف العراقي لا يزال ثابتا من الأزمة اليمينة وهو تشجيع الحوار بين الأطراف وإبعاد الحرب عن البلد وموقفنا كان واضحا منذ البداية من التدخل العسكري وخصوصا العربي عبر التحالف العربي".

وكانت مصادر يمنية قالت الأحد إن وفد الحوثيين التفاوضي في مشاورات السلام وصل بغداد قادما اليها من سلطنة عمان التي ظل عالقا فيها منذ السادس من أغسطس/اب بسبب إغلاق مطار صنعاء.

وذكرت مصادر مقربة من الوفد أنه سيقوم بجولة تشمل عدد من الدول، لبحث الاعتراف بما يسمى المجلس السياسي الأعلى المشكل بالمناصفة مع حزب المؤتمر (جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح).

وكشفت المصادر أن الوفد سينتقل من بغداد إلى العاصمة اللبنانية بيروت ومن ثم سينتقل إلى العاصمة الإيرانية طهران وهي المحطة الأهم خلال جولتهم دون تحديد المدة الزمنية لتلك الجولة.

ويرى مراقبون أنه من شأن الجولة المفاجئة لوفد الحوثيين خارج مسقط، أن تعرقل عملية السلام المتعثرة أصلا والتي يسعى لها المجتمع الدولي بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خطة دولية لحل النزاع اليمني تتضمن "تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون مع انسحابهم من صنعاء وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث"، لم يفصح عنه أثناء الكشف عن الخطة.

وكان من المفترض أن يلتقي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، بوفدي الحكومة الحوثيين وصالح، خلال اليومين القادمين لعرض خطة كيري والتحضير للجولة القادمة من المشاورات التي من المفترض أن تنطلق في السادس من سبتمبر/أيلول.

ويترأس وفد الحوثيين الذي وصل بغداد يحيى بدرالدين الحوثي ومحمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين والذي نشر في وقت متأخر من مساء الأحد صورة لممثليهم في وفد الحوثي ـ صالح، التفاوضي على حسابه الرسمي في موقع تويتر مقرونة بتعليق "وصلنا بعون الله إلى بغداد عاصمة جمهورية العراق الشقيقة في زيارة رسمية"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وأظهرت الصورة تمثيلا حوثيا خالصا في الوفد الذي سيقوم بجولة تشمل دولا حليفة لطهران فقط.

وكان متحدث باسم الحوثيين قال عشية اجتماع جدة الخميس الماضي إن الحل السياسي الشامل وفقا للمرجعيات المتفق عليها هي الخطوة الصحيحة لعودة المشاورات إلى مسارها الطبيعي مع وقف شامل وكامل لهجمات التحالف العربي وفك الحصار، وذلك بعد يوم من تصريحات صالح قال فيها إن "الشعب اليمني دفن المبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216".

ويتشارك الحوثيين وصالح "المجلس السياسي الأعلى" المشكل قبل 3 أسابيع من 10 أعضاء بواقع 5 أعضاء لكل طرف بالتساوي.