قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس إن الحملة لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية تجري بسرعة أكبر مما كان مخططا له في البداية.

وقال لمسؤولين كبار يجتمعون في باريس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إن القوات تتقدم صوب المدينة بسرعة أكبر مما كان متصورا ومما كان مقررا في خطة الحملة.

وأعلن العبادي الاثنين بدء الحملة لاستعادة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد وذلك بعد عامين من سقوطها في قبضة التنظيم المتشدد الذي أعلن منها قيام دولة خلافة في أجزاء من العراق وسوريا.

ويقدم تحالف تقوده الولايات المتحدة ويضم فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكندا ودولا غربية أخرى دعما جويا وبريا للقوات التي تتقدم صوب المدينة.

والموصل هي آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. والرقة هي معقله الرئيسي في سوريا.

وأصبحت إدارة محافظة نينوى العراقية وعاصمتها الموصل من أهم الموضوعات التي يناقشها زعماء العالم، فهناك مخاوف من أن تتسبب هزيمة التنظيم السني المتشدد في إثارة موجة عنف طائفي وعرقي جديدة مدفوعة بالرغبة في الانتقام من الأعمال الوحشية التي تعرضت لها أقليات.

وتضم محافظة نينوى خليطا من الأعراق والطوائف من العرب والتركمان والأكراد واليزيديين والمسيحيين والسنة والشيعة ويمثل العرب السنة غالبية سكانها.

وبعد مرور أربعة أيام على بدء هجوم الموصل استعادت القوات الحكومية والكردية بدعم من الولايات المتحدة مناطق محيطة بالموصل قبل الزحف الكبير على المدينة نفسها.

ويتوقع أن تكون هذه أكبر معركة يشهدها العراق منذ الغزو الذي قادته واشنطن عام 2003. ومازال نحو 1.5 مليون شخص يعيشون في المدينة ويتوقع أن تستمر المعركة لأسابيع أو أشهر.

قذائف المورتر ومدافع الهاوتزر

وأفادت بيانات عسكرية للجيش العراقي والقوات الكردية أن وحدة قوات خاصة تابعة للجيش العراقي ومقاتلين أكرادا بدأوا الخميس هجوما جديدا لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من قرى حول الموصل.

وقال مراسلون من الموقع أن إطلاق نيران مدافع الهاوتزر وقذائف المورتر بدأ في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت غرينتش) على قرى تسيطر عليها الدولة الإسلامية على مسافة نحو 20 كيلومترا إلى الشمال والشرق من الموصل بينما حلقت طائرات هليكوبتر في سماء تلك المنطقة.

وقالت القيادة العسكرية العامة الكردية في بيان أعلنت فيه بدء عمليات الخميس، إن الهدف هو تطهير عدد من القرى القريبة والسيطرة على مناطق استراتيجية لتقييد تحركات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وشوهدت عشرات من عربات الهمفي السوداء التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والمزودة بمدافع آلية تحركت باتجاه برطلة وهي الهدف الرئيسي للهجوم على الجبهة الشرقية وسط نيران المدافع الآلية.

وقال متحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب في موقع قريب، إن المتشددين يستخدمون سيارات ملغومة في عمليات انتحارية ويزرعون قنابل على الطرق ويستخدمون القناصة في محاولة لصد الهجوم ويقذفون المناطق المجاورة بقذائف المورتر.

وبرطلة قرية مسيحية فر سكانها بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة.

وقال المتحدث إن برطلة هي "البوابة الشرقية للموصل"، مضيفا أنها شهدت أول عمليات جهاز مكافحة الإرهاب في المعركة.

وكانت قوات الجهاز التي دربها أميركيون في طليعة أغلب الهجمات على التنظيم المتطرف خلال 2015 بما في ذلك استعادة الرمادي والفلوجة غربي بغداد.

ونشرت القوات على جبهة كردية لتكون هذه أول عملية عسكرية مشتركة بين الحكومة في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل الواقع في الشمال.

وغطت سحابة دخان أسود بعض القرى على الخطوط الأمامية نتجت على الأرجح عن حرائق نفط وهو تكتيك يستخدمه المتشددون لمراوغة طائرات الاستطلاع.

إسقاط طائرة بدون طيار

وعلى الجبهة الشمالية أسقطت مدافع قوات البشمركة الكردية طائرة بدون طيار كانت قادمة من جهة خطوط الدولة الإسلامية في قرية ناوران القريبة.

ولم يتضح ما إذا كانت الطائرة التي يتراوح عرضها بين متر ومترين كانت تحمل متفجرات أم كانت في مهمة استطلاع فحسب.

وقال هلجورد حسن وهو أحد المقاتلين الأكراد الموجودين في موقع يطل على سهول شمالي الموصل "كانت هناك أحيان أسقطت فيها متفجرات."

وضبط علي عوني وهو ضابط كردي موجة جهاز لاستقبال الإشارات اللاسلكية على تردد تستخدمه الدولة الإسلامية وقال "إنهم يحددون أهدافا لقذائفهم المورتر."

وأضاف "تحرير الموصل مهم من أجل أمن كردستان وعلينا أن نحاربهم فكريا أيضا كي نهزم أيديولوجيتهم."

ولا تعلن الأطراف المتحاربة خسائرها البشرية أو عدد الضحايا من المدنيين.

ونشر تنظيم الدولة الإسلامية تسجيل فيديو يظهر مقاتلين ملثمين يسيرون في طابور في شارع أثناء الليل تحت غطاء من الأشجار في حين تعهد رجل لم تعرف هويته يبدو أنه قائدهم بهزيمة الولايات المتحدة في العراق.

ويأمل الرئيس الأميركي باراك أوباما في تعزيز ما سيذكره التاريخ عن انجازاته باستعادة أكبر قدر ممكن من الأراضي من التنظيم المتشدد قبل أن يترك السلطة في يناير/كانون الثاني 2017.

وقال أوباما الثلاثاء إن تنظيم الدولة الإسلامية "سيهزم في الموصل" متوقعا أن تكون المعركة صعبة.

ويقول مسؤولون عراقيون وسكان من الموصل إن التنظيم يمنع الناس من مغادرة المدينة وإنه يستخدمهم كدروع بشرية لتعقيد وتعطيل الضربات الجوية والتقدم البري للقوات المهاجمة.