قال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة إنه سيسعى إلى تحديد مرتكبي جرائم الحرب في مدينة حلب السورية المحاصرة.

وأقر بدء تحقيق خاص بشأن استخدام التجويع والغارات الجوية ضد المدنيين هناك إضافة إلى تزايد الهجمات "الإرهابية".

ودعا الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان القوى الكبرى لتنحية خلافاتها جانبا وإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

واعتبر أن حصار وقصف شرق مدينة حلب السورية يشكل "جرائم ذات أبعاد تاريخية" أوقعت الكثير من القتلى المدنيين وتصل إلى حد جرائم الحرب.

ولم يذكر الأمير زيد بالاسم روسيا التي تنفذ طائراتها الحربية إلى جانب القوات الجوية السورية على مدى أسابيع ضربات جوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، لكنه إشارته كانت واضحة.

وقال في كلمة عبر رابط فيديو خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "جماعات المعارضة المسلحة تواصل إطلاق قذائف المورتر وغيرها من المقذوفات على أحياء مدنية في غرب حلب، لكن الضربات الجوية تستهدف دون تمييز الجزء الشرقي من المدينة من قبل قوات الحكومة وحلفائها" مؤكدا مسؤوليتها عن سقوط الغالبية العظمى من الضحايا المدنيين.

وأشار إلى أن مثل هذه الانتهاكات تشكل جرائم حرب وفي حال كانت هناك نية لارتكابها في إطار هجوم ممنهج أو واسع النطاق على المدنيين فإنها ستصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

وقال "الانتهاكات والإساءات التي عانى منها الناس في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك حصار وقصف شرق حلب ليست مجرد مآس بل تشكل جرائم ذات أبعاد تاريخية."

وأيدت 24 دولة بالمجلس مشروع القرار البريطاني لفتح تحقيق بشأن حلب في حين عارضته سبع دول بينها روسيا والصين مع امتناع 16 دولة عن التصويت.

وتجري لجنة دولية خاصة بسوريا برئاسة باولو بينيرو تحقيقات ومن المقرر أن تعلن نتائج ما توصلت إليه في مارس/آذار 2017.

وقال جون فيشر من منظمة هيومن رايتس ووتش أن هذه "الخطوة الحازمة بعثت برسالة واضحة بأن الهجمات غير الشرعية على المدنيين يجب أن تتوقف وأن المسؤولين عنها يجب أن يُحاسبوا."

وتنفي روسيا الاستهداف المتعمد للمدنيين وتقول إنها تحارب "إرهابيين".

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا "هؤلاء هم أسوأ إرهابيين عرفتهم الإنسانية. النصرة لا تختلف عن داعش. إنّه التعصب المتشدد نفسه. وهم يؤمنون بالقتل فقط. هذا هو الواقع الذي نشهده على الأرض."

وقف لإطلاق النار

وقال سفيرا روسيا وسوريا إن قوات البلدين ملتزمة بهدنة لمدة 11 ساعة للسماح بإجلاء المصابين وإعطاء المدنيين فرصة لمغادرة المدينة، إلا أنه لم يجر حتى الآن اجلاء اي مصاب أو مريض من المناطق المحاصرة في حلب.

وقال توبياس إلوود وزير شؤون أفريقيا والشرق الأوسط بالحكومة البريطانية للصحفيين إن الهدنة الروسية "تستخدم ببساطة لإعادة حشد قواتهم وتشديد قبضتهم على حلب."

وأضاف مشيرا إلى الغارات الجوية "هذا عمل شائن.. هذا ليس هو التصرف أو القيادة التي نتوقعها من عضو دائم بمجلس الأمن الدولي".

وقال تيد أليغرا نائب السفير الأميركي إن الهجوم الروسي السوري قتل 400 شخص بينهم 100 طفل.

وأضاف "هذه الأفعال الصادمة في حلب تستدعي تحقيقا ملائما ولا بد من محاسبة مرتكبيها."

واتهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين بريطانيا وحلفاءها "بمحاولة إنقاذ الإرهابيين من الضربات والسماح لهم بإعادة تنظيم صفوفهم ومواصلة أعمالهم الوحشية."

وقال إن وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة 11 ساعة والذي عرضته روسيا الخميس "يتيح للمدنيين والمقاتلين الذين ألقوا أسلحتهم مغادرة" المدينة.