تخوض القوات العراقية مواجهات شرسة ضد الجهاديين في عمق الجانب الأيسر من مدينة الموصل شمال البلاد، فيما تتقدم باتجاه نهر دجلة بهدف فرض تفوقها في العملية التي انطلقت قبل سبعة أسابيع لاستعادة المدينة.

وتوقع قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية أن يستغرق الهجوم على التنظيم في الموصل شهرين آخرين، مضيفا أنه حتى إذا هزم التنظيم هناك فسيظل يشكل خطرا على العراق والغرب.

وقال الجنرال ستيفن تاونسند إن القوات العراقية حققت تقدما كبيرا منذ أن اجتاح التنظيم شمال البلاد في 2014 وأعلن دولة الخلافة التي شملت أيضا مناطق من سوريا.

وأضاف من على متن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول خلال زيارة مع قادة عسكريين كبار "أعتقد أنهم سيعملون على معركة الموصل لعدة أسابيع إضافية .. ربما لشهرين إضافيين."

ودفعت المواجهات خلال تقدم القوات العراقية لاستعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر أكبر معاقل الجهاديين فيه، آلافا من أهالي المدينة للنزوح إلى مخيمات مزدحمة حيث يواجهون ظروفا صعبة مع انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من الصفر.

وأكد ضابط كبير في قوات الفرقة التاسعة من الجيش السيطرة على مستشفى السلام المؤلف من خمسة طوابق كان الجهاديون قد وضعوا في الطوابق العليا قناصة.

ويعد التوغل الذي نفذته القوات الثلاثاء الأكبر داخل الجانب الشرقي من الموصل منذ انطلاق العملية الواسعة في 17 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال رئيس أركان الفرقة التاسعة العميد شاكر كاظم إن القوات تقدمت في حي السلام على بعد حوالى كيلومترين من دجلة "لكن الوضع حرج اليوم لأن المعارك عنيفة".

وأضاف "سيطرنا على مستشفى السلام الذي كان يعد مركز قيادة لداعش.. من المفترض أن نواصل تقدمنا باتجاه الجسر الرابع للالتقاء بقوات مكافحة الارهاب في جنوب شرق المدينة. بوصولنا إلى نهر دجلة، ينتهي واجب الفرقة التاسعة".

تطويق المستشفى

وقال ضابط رفيع في قوات مكافحة الإرهاب إن القتال في حي السلام شرس وقوات الجيش طلبت المساندة.

وأضاف أن "موقف الفرقة التاسعة صعب وطلبت دعمنا وحاليا سيتوجه أحد أفواج قوات مكافحة الإرهاب لتقديم هذا الدعم".

ولفت إلى أن "الجهاديين يطوقون الفرقة التاسعة في المستشفى ونحن سنتجه إلى هناك لفتح الطريق لهم".

وذكرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم المتطرف أن الجهاديين شنوا خمس هجمات انتحارية بسيارات مفخخة خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب ما نقلت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحدثت عن تكبيد قوات الجيش الموجودة داخل المستشفى خسائر كبيرة.

ولعبت قوات مكافحة الإرهاب دورا رئيسا خلال الأسابيع الماضية في السيطرة على عدد من أحياء الجانب الشرقي من الموصل.

وذكر بيان لخلية الاعلام الحربي الاربعاء، أن قوات مكافحة الارهاب حررت بالكامل حي الاعلام الواقع في الجانب الشرقي من الموصل.

وتقدمت قوات من الجيش العراقي داخل الموصل خلال أكتوبر/تشرين الثاني، لكن تقدمها كان بطيئا وباتت القوات العراقية الآن تسيطر على حوالى نصف الجانب الشرقي من المدينة.

وتوقع قادة أمنيون ومحللون أن تكون المقاومة في الجانب الشرقي من المدينة أقل من الجانب الآخر ولكنها كانت شرسة، ولذلك يبدو من الصعب تحقيق وعد رئيس الوزراء حيدر العبادي باستعادة الموصل بنهاية العام الحالي.

بدورها، تمكنت قوات الحشد الشعبي وهي فصائل شيعية مدعومة من ايران، من استعادة مناطق واسعة على الجبهة الغربية متقدمة باتجاه بلدة تلعفر الواقعة على الطريق الرابط بين الموصل و سوريا.

أزمة مياه

وحققت القوات العراقية تقدما سريعا في المحور الجنوبي والشمالي من المدينة، لكن التقدم أصبح بطيئا خلال الأيام الاخيرة.

واستمرار تواجد مئات آلاف المدنيين من أهالي الموصل في منازلهم لرفضهم المغادرة أو لمنعهم من قبل الجهاديين هو أبرز العوامل المعرقلة لتقدم القوات.

وذكر تقرير للأمم المتحدة الاربعاء، أن عدد النازحين بلغ أكثر من 82 الفا، لكنه مازال أقل من التوقعات التي أعلنت من قبل المنظمة قبل انطلاق العملية.

وحذر التقرير الأممي الأخير من زيادة أعداد الضحايا المدنيين مع مواصلة القوات العراقية القتال من منزل إلى آخر في الجانب الشرقي مع حرصها على حماية المدنيين.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة أن "شركاء يسارعون لتقريب مراكز تقديم الرعاية من الخطوط الأمامية لتوفير فرص بقاء أفضل للجرحى المدنيين".

وأشار كذلك إلى أن العمل يجري لإصلاح شبكتي المياه والكهربا في شرق الموصل، حيث وصف حالة شح المياه بـ"الحرجة".

وهناك مئات الالاف من أهالي الموصل محرومون منذ أيام من المياه الصالحة للشرب وباتوا يغلون مياه الآبار.

وظروف النازحين ليست بأفضل حال في المخيمات القائمة على أطراف المدينة، بسبب موجة البرد القارس مع حلول فصل الشتاء.