تعتزم تركيا إرسال نحو 300 جندي إضافي من القوات الخاصة إلى شمال سوريا لتعزيز العملية العسكرية التي أطلقتها في أغسطس/اب تحت اسم "درع الفرات" والتي قالت إنها تهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد من المنطقة المحاذية لحدودها الجنوبية، وفق وكالة الأناضول المقربة من الحكومة التركية.

ولم يتضح المنطقة المحددة التي ستنتشر فيها القوات الإضافية في شمال سوريا

وبعد طرد الدولة الإسلامية من المنطقة الحدودية توجه مقاتلو المعارضة الذين تدعمهم أنقرة إلى الباب وهو المعقل الحضري الأخير للدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي.

ويثير تقدم القوات المدعومة من أنقرة احتمال وقوع مواجهة بينها وبين قوات الحكومة السورية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني أن القوات التركية التي توغلت في شمال سوريا هدفها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقال في كلمة باسطنبول حينها "لماذا دخلنا؟ لا نخطط للاستيلاء على الأرض السورية، بل المهمة هي إعطاء الأراضي لأصحابها الحقيقيين. وهذا يعني أننا هنا من أجل إحلال العدالة. دخلنا لكي نضع الحد لحكم الطاغية الأسد الذي يرهب السوريين بدولة الإرهاب.. ولم يكن دخولنا لأي سبب آخر".

لكن إردوغان تراجع لاحقا عن تلك التصريحات بعد أن أعلنت موسكو انزعاجها الشديد من تصريحات الرئيس التركي.

وتجاوزت موسكو وأنقرة أسوأ أزمة بينهما اندلعت حين أسقطت تركيا مقاتلة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وردت موسكو بعقوبات اقتصادية قاسية على التصرف التركي.

وتقف موسكو وأنقرة على طرفي نقيض من الصراع السوري، حيث تدعم الأولى بشار الأسد وتدخلت عسكريا منذ سبتمبر/ايلول 2015 لدعم النظام السوري ونجحت في تغيير موازين القوى لصالح دمشق، بينما تطالب تركيا برحيل الأسد ووفرت دعما كبيرا لفصائل تقاتل لإسقاطه بما في ذلك جماعات متطرفة ومصنفة إرهابية.

ويبدو أن تراجع الرئيس التركي عن تصريحاته يأتي خشية أن تعكر صفو العلاقات الروسية التركية.

وربما ضغطت موسكو على أنقرة لدفعها للتراجع عن هدف إسقاط الأسد.

وليس واضحا ما إذا كان إرسال 300 جندي تركي من قوات النخبة هدفه تنفيذ عملية عسكرية أوسع تستهدف رأس النظام السوري أو أن الإجراء يأتي بعد تكبد القوات التركية المزيد من الخسائر البشرية في شمال سوريا.

ومن الفرضيات المحتملة أيضا أن أنقرة تتحسب لنصر الأسد في حلب بعد سيطرة قواته على نحو 80 بالمئة من الأحياء الشرقية.

وكان حلفاء الرئيس السوري والميليشيات الشيعية التي تدعمه قد حذّرت في وقت سابق تركيا من أي تدخل في حلب مع اقتراب قوات تركية وقوات تدعمها أنقرة من خط المواجهة في حلب.