أصبحت قنطرة وادي الشراط  التي اتهمت باطلا بقتل قائدين بارزين بالمغرب، هي الشماعة التي يعلق عليها بعض السياسيين بالمغرب فشلهم من أجل ابتزاز النظام. بالتلويح على أن القائدين تمت تصفيتهما…علما ان القائدين توفيا على بعد ألف متر من تلك القنطرة. وبالضبط بقنطرة صغيرة، تسمى قنطرة (حمو) أو (الفلاح)… يحاولون جاهدين التشبث بتلك الشماعة لجرهم من الوحل والخراف السياسي، و منحهم الريادة والأفضلية دونا عن باقي منافسيهم. عوض تأثيث مساراتهم بالحزم والعزم اللازمين من أجل عبور جسر الانتقال الديمقراطي العالق بسببهم في رحم دستور 2011. والذي بات يستحق أن ينعت ب(الرسوب الديمقراطي)، بالنظر إلى طينة بعض السياسيين الانتهازيين الذي يطربون بقوانين الدستور على هواهم …

مات القيادي الاتحادي الراحل أحمد الزايدي ظهر ذات أحد، غرقا في بركة مائية وداخل سيارته، أسفل قنطرة(حمو)، تابعة للجماعة الترابية التي كان يرأسها قيد حياته.. وسال مداد كثير حول الحادث وظروفه.. وشكك البعض في وفاة الزايدي الذي كان يتجول بمنطقته والعالم بخباياها… لكن لا أحد من أفراد أسرته الواسعة والمتفرعة ولا من مناضلي حزبه أو رفاق دربه الإعلامي، تقدم بشكاية في الموضوع. كما أن رفيق الراحل وسائقه، وهو موظف بنفس الجماعة. أكد أنه كان آخر من اتصل به الراحل يطلب النجدة. بعد أن انزلقت سيارته فوق وحل البركة، وغاصت في عمقها… ومات بعده القيادي الإسلامي عبد الله باها الذي حل مساء ذات أحد من أجل معاينة مكان وفاة صديقه الزايدي. بعد أن صعد فوق السكة بسطح نفس القنطرة التي يصر بعض الإعلاميين على أنها قنطرة الشراط. وهي قنطرة أخرى تبعد عنها بحوالي واحد كلم. فدهسه القطار…وسال مداد آخر .. وتفرقت التحاليل والتعليقات، والشكوك حول وفاته. لكن لا أحد من أفراد أسرته، ولا من داخل حزبه العريض والطويل، ولا من أفراد منظمته الإسلامية تقدم بشكاية في الموضوع. وانتهت تحريات وأبحاث الحادثتين بإقرار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالبيضاء على أن الوفاتين ليسا ناتجين عن جرائم. ولكنهما قضاء وقدر…   وابتلع شاطئ الشراط  إحدى عشر بطلا في رياضة التيكوندوا، بعد أن جاء بهم مدربهم من مدينة ابن سليمان إلى الشاطئ من أجل الترفيه والاستجمام. وقدت أسر بعض الضحايا عدة أشهر معتصمة فوق رمال الشاطئ، قبل أن يقذف البحر بجثث فلذات أكبادهم…  

 قبل أشهر طلع علينا رئيس الحكومة (البكاي) عبد الإله بنكيران بتصريحات غير محسوبة. ملوحا وملمحا إلى حادث وفاة (كاتم سره) الراحل عبد الله باها..وكأنه يهدد بالمطالبة بإعادة فتح التحقيق في وفاة باها. علما أن التحقيق والبحث والتنقيب تم تحت إشراف زميله مصطفى الرميد وزير العدل والحريات في الحكومة السابقة… وأنه إن كان هناك من تلاعب بالحقائق فإن المتهم الأول هو الرميد، الذي كان أول الحاضرين حيث قنطرة الموت، ليلة وفاة عبد الله باها. والذي بوشر التحقيق تحت إشرافه. وبسببه لم أوفق أنا شخصيا في التقاط الصور اللازمة.بعد أن دخلت في جدل وشجار مع مسؤول دركي لا يفقه شيئا في أمور الصحافة… واليوم وبعد أن ارتحنا من تصريحات بنكيران (قهقاه الرباط). يخرج إلينا سليط لسان ثان من حزب شباط (هبيل فاس)، بمقال يتهم فيه النظام أو الدولة العميقة بتصفية  القائدين الزايدي وباها….

فما معنى أن يتم نشر مقال بجريدة حزبية رسمية، يحتوي على اتهامات خطيرة لنظام الدولة. ويتم حذفه فيما بعد ؟؟…ربما لو كانت تدوينة أو تعليق بالعالم الأزرق، لاعتبرت فلتة لسان أو رد فعل متعصب ناتج عن غضب أو هستيريا مفاجئة… لكن ما نشر كان مخططا له ومدروسا من حيث طريقة نسج الجمل والكلمات. وكذا من حيث المدة الزمنية للنشر و الحذف.. من يكون إذن وراء هذا الخراف الإعلامي و الدعارة السياسية؟؟ .. علما أن لحزب الاستقلال عقلاء وكوادر وزعماء تاريخيين.. لا يمكن أن يقبلوا بتواجد رواد صحافة الرشق والابتزاز والتهور…بينهم..  

فهل كان مدير نشر الجريدة الالكترونية في سبات شتوي ولم ينتبه إلى ما بصم عليه صاحب المقال، وهل تناول صاحب المقال قرصا مهلوسا، جعله يعربد لدقائق بدون فرامل، ويطلق العنان لقلمه مدافعا عن (ولي نعمته شباط)، قبل أن يعود لرشده محاولا الاعتذار بدعوى أنه كان مضطربا نفسيا… ولم ينتبه إلى أن عربدته ربما قد تسببت في جرائم وآلام وأحزان وكوارث…. مقال قلب المواجع والآلام الراكدة داخل قلوب ونفوس أسر الفقيدين وكل المغاربة الذين عاشوا حادثي الفقيدين بكل تفاصيلهما. وجعل الأقارب والأصدقاء والمهتمين يشككون في أسباب وفاتهما.. لماذا لم يكشف صاحب المقال على اتهاماته للدولة. قبل أن يقرر استعمالها للدفاع عن أمين عام حزبه الاستقلال ؟؟. أو بمعنى أصح محاولة توظيفها لابتزاز رموز الدولة، بعد أن رأى فيما يراه النائم في منامه، أن سهام الدولة باتت موجهة ل(ولي نعمته شباط) سليط اللسان….

لقد بصم هؤلاء على فساد سياسي من نوع ناذر. يسعون من وراءه إلى جر الشعب والنظام إلى بركهم المتعفنة. ويجب أن يكون الرد قاسيا في حقهم. لأنه لن نقبل ونحن في القرن 21 ، أن ندخل في متاهات سياسية من نسج خيالهم. فإن كان لديكم معلومات أو أدلة تثير الشبهات حول وفاة القائدين. فلا يحق لهم التلاعب بها واستعمالها من أجل الابتزاز.. ولو أننا نعلم علم اليقين أنهم يهدون فقط…ويحلمون بالحصول على المكاسب والمناصب على حساب ضعاف النفوس..    

نموذج للقضاء والقدر..مجموعة إعلاميين وجدوا أنفسهم فجأة بمكان وفاة الزايدي وباها..

…بعد أشهر قليلة من وفاة الراحلين القيادي الاتحادي أحمد الزايدي وقيادي العدالة والتنمية عبد الله باها. كنا نحن مجموعة من مدراء نشر  منابر إعلامية الكترونية من البيضاء والمحمدية وابن سليمان في طريقنا من مدينة بوزنيقة حيث كان موعد اللقاء، إلى مدينة الرباط لحضور ندوة صحفية. بعد دقائق من انطلاقنا من بوزنيقة على متن  ست سيارات بطريق الصخيرات/تمارة، توصلت بمكالمة هاتفية. من زميل لنا كان قد تأخر في الوصول. فتوقفنا في الحال وضربنا معه موعدا من أجل اللحاق بنا على متن سيارته.. أتدرون ما هي المفاجأة التي لم نخطط لها. فقد كان التوقف بنفس المكان الذي عرف غرق الراحل أحمد الزايدي في بركة مائية تحت قنطرة ، والذي عرف كذلك دهس الراحل عبد باها بواسطة قطار. فجأة كانت المجموعة الإعلامية كلها واقفة بنفس المكان، حيث قام الزملاء بالتقاط صور للحدث الغريب… ثرى ماذا كان سيحرر المحررون وسيعلق المعلقون ويدون المدونون حينها. لو قدر الله  أن وقع حادث للمجموعة أو بعض أفرادها. ابعد أن غطت المجموعة المكان حاملة أجهزة التصوير والكاميرات..حيث أثارت انتباه سكان الجوار ومستعملي الطريق الضيق… لقد تأكد لنا حينها أن وفاة القائدين كانت قضاء وقدر..    

… حادث غرق الزايدي في البركة لم يكن الأول …

أهم ما يجب على الكل أن يعرفه أن واقعة غرق الزايدي، لم تكن الأولى من نوعها، وأن الشخص ضحية الحادث الأول، نجا من الموت،بعد أن غرقت سيارته بنفس المكان. حيث تمكن من الخروج من سيارته الخفيفة، والابتعاد عن البركة المائية. إضافة إلى أن مجموعة من مستعملي الطريق الرابطة بين منطقة أولاد موسى والطريق الوطنية رقم واحد، تعطلت سياراتهم ودراجتهم النارية بسبب ارتفاع منسوب المياه، قبل أن تعمد الجهات المسؤولة إلى وضع مضخة للماء. يتم اللجوء إليها كلما أمطرت من أجل إزالة البركة المائية (الكلتة) التي تتجمع فوق الطريق. ورغم هذا الإجراء فإن الطريق ضلت تشكل خطرا، بفعل ما يلتصق بها من أوحال وترسبات، تخلفها مياه الأمطار والسيول. إضافة إلى أن تلك المضخة تعرضت مرتين للسرقة. وقد تم اقتناء مضخة ثالثة، علما أن قيمة المضخة يفوق 5000 درهم….

… جد الراحل الزايدي أول ضحايا قطار بوزنيقة …

أزيد من 30 شخصا، تم دهسهم من طرف القطارات بمنطقة الشراط. ما بين منتحر وغافل ومتشرد … ويأتي في مقدمتهم جد القيادي الاتحادي الراحل أحمد الزايدي، الذي يعتبر أول إنسان دهسه القطار على مستوى السكة الحديدية المتواجدة  فوق قنطرة (حمو وليس الشراط)، إبان فترة الحماية. وكان المقاوم حينها اختار الموت على متن حصانه، عوض اعتقاله من طرف الجنود الفرنسيين والخونة المغاربة الذي كانوا يلاحقونه على متن السيارات وشاحنات وأحصنة. ابن منطقة (العرب)، كان قد صفع الحاكم الفرنسي لمنطقة ابن سليمان، ردا على إقدام هذا الأخير على الاعتداء على قريب له. وفر بعدها من مدينة ابن سليمان على متن حصانه. وهو يعلم أن الحاكم لن يكتفي بقتله، ولكنه سيعمل على تعذيبه. ويحتفظ أرشيف المسؤولين المحليين، بأرشيف الحوادث التي وقعت منذ سنة 2006، حيث تم تسجيل سبع وفيات، ضمنهم القيادي باها. بالإضافة إلى مقتل مجموعة من الدواب والأبقار.


بوشعيب حمراوي