التطورات الأخيرة كشفت زيف صرخة الحوثيين التي يرددونها ليلا ونهارا بأنهم أعداء لأميركا. فمقابلة وفدهم لوزير الخارجية الأميركي جون كيري كوسيط من اجل تحقيق السلام في اليمن إضافة الى لقاءات سرية مع مسؤولين أميركيين خير دليل على زيف صرختهم.

نحن مع السلام وعبر اي وسيط كان اميركيا أو أوروبيا أو روسيا. لكن المشكلة هنا تكمن في كذب الحوثيين طوال الفترة الماضية على اليمنيين بانهم ضد اميركا ولا يمدون ايديهم اليها.

الصرخة التي تتضمن عبارات "الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام" أشعلت حروبا عدة في اليمن مات فيها عشرات الآلاف وهدمت وفجرت المنازل والمساجد وتشرد الناس ودمرت المزارع والبنى التحتية واختطف واعتقل وعذب الكثير من اليمنيين وتم توطيد الفساد.

هذه الصرخة من يرفضها من اليمنيين يعتبره الحوثيون عميلا وخائنا ويفرضوها عليه بقوة السلاح لكي يرددها!

الحركة الحوثية من خلال صرختها الكاذبة والتي تعتبر تقليدا أعمى لحركات خارجية استغفلت واستهترت باليمنيين من خلال الزج بهم الى المحارق والموت وفي النهاية من يموت في الأرض هم اليمنيون من مختلف المحافظات وليس الاميركان!

يا أصحاب المسيرة القرآنية! سقط شعاركم وعليكم التوقف عن دفع الأطفال والشباب للموت تحت شعار حرب أميركا. سيتم دفن صرختكم الطائفية والمذهبية نهائيا كما دفنت في بعض الجوامع والمدارس. صرختكم هذه نكبت اليمن وأهله وزجت باليمنيين في المحارق وجلبت المجاعة لليمن ووطدت الفساد ودمرت البنى التحتية.

وللمعلومة أول ظهور للصرخة الحوثية في اليمن بحسب باحثين يمنيين كان في يناير 2002 خلال محاضرة ألقاها حسين بدرالدين الحوثي في مدرسة الهادي بمنطقة مرَان بعنوان الصرخة في وجه المستكبرين بترديد شعار "الله اكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام" وكانت اول مواجهة بين الدولة والحوثيين بسبب ترديد شعار "الصرخة" عقب الصلوات في الجامع الكبير بصنعاء مما دفع الأجهزة الأمنية إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة لمن كانوا يرددونها.

الشيء الغريب والعجيب عندما تسأل أي شخص كم عدد الاميركان الذين قُتلوا على ايدي الحوثيين حتى الان تطبيقاً لشعارهم؟ يرد لا شيء ومن قتل هم من اليمنيين!

انا شخصيا ضد ثقافة القتل والإجرام والإفساد في الأرض التي يطلقها المتطرفون الحوثيون الذين وصلوا الى مراحل متطورة من الانحراف الفكري يومًا بعد يوم.

انا مع ثقافة السلام والتعايش مع العالم، أميركا اوروبا روسيا وغيرها من بلدان العالم.

يا حوثيين لماذا تضحكون على البسطاء بهذا الشعار؟ وجعلتوه مجرد شعار للسيطرة على المدن اليمنية؟ لماذا يموت الآلاف وتهدم وتفجر المنازل والمساجد وتجرف المزارع ويشرد الناس من أجل شعار طائفي مذهبي أرعن؟

بعد كل هذا هل ستصرون على أداء الصرخة؟ والاحتفاء بالذكرى السنوية لها؟

أخيرا عليكم بتعديل صرختكم المعروفة من "الموت لأميركا" إلى "أموت في أميركا" وفقا لتغريدة اطلقها النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.

من باب المعلومة

أصحاب الصرخة في القرآن الكريم:

1- الشيطان:

﴿ما أنا "بمصرخكم" وما أنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون من قبل﴾

2- الإسرائيلي الذي استنجد بموسى عليه السلام:

﴿فإذا بالذي استنصره بالأمس "يستصرخه" قال له موسى إنك لغوي مبين﴾

3- أهل النار:

﴿وهم "يصطرخون" فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل﴾

 

أنور حيدر

كاتب يمني