من أكثر الأخبار إضحاكا وإثارة  للسخرية  والاستهزاء  ذلك الخبر الذي تناقلته مجاري الصرف الصحي للإعلام الجزائري والموريتاني  والذي  يخبرون  فيه  العالم  بأن  الدولتين الجزائرية  والموريتانية قررتا  أخيرا وبعد 56  سنة من استقلال  الجزائر " تحديد نقطة حدودية  برية بين الجزائر وموريتانيا " ...والله نكتة ، من كان يتصور أنه  لا توجد نقطة حدودية  بين الجزائر وموريتانيا ..والغريب أن لا تكون هناك علاقة حدودية  جمركية قانونية بين  الجزائر وموريتانيا ، هذا شيء لا يصدق ، لكن  ، وورارء كل  لكن  مطرقة  تنزل على الرأس ، لكن يمكن أن نتساءل : لماذا  نفترض أن تكون هناك نقطة أو نقط حدودية  قانونية  بين  الجزائر وموريتانيا  والعالم كله  يعرف أن  تلك الأراضي بين البلدين هي فضاء مُشَاعٌ لا مَالِكَ له لأنه مِلِكٌ لجميع المخلوقات ، فليست هناك  حدود  مرسومة  بين البلدين ، كل ما هنالك هو السيطرة  المطلقة  للجماعات الإرهابية  بما في ذلك البوليساريو وغيرهم  من العصابات  التي تسرح وتمرح هناك  جاعلة  من تلك المنطقة  فضاءات واسعة  لتربية  الخلايا الإجرامية ( الناشطة والكامنة )  هي منطقة لصناعة الخلايا  الإجرامية  وتربيتها  ورعايتها  حتى تبلغ درجة  التخصص  في الجريمة  ، فإما الجريمة المحلية  كالتجارة في البشر والسلاح والمخدرات أو  الجريمة الدولية  المنظمة ؟؟؟  عليكم أن تتصوروا  أن أكثر من مليون كيلومتر مربع  ما  بين  الجزائر وموريتانيا  لا تتحكم فيه أي من  الدولتين  المعترف بهما في الأمم المتحدة ( الجزائر وموريتانيا )  كدول لها سِيَادَةَ  على كامل أراضيها ، وجملة السِيَادَةَ  على كامل ترابها هي  أكذوبة  مفضوحة  لأن أكثر من 1500 كلم  مربع  في جنوب غرب الجزائر وأقصى جنوب الجزائر  وشمال موريتانيا لاسِيَادَةَ  للجزائر  وموريتانيا عليها  بتاتا  ، بل الأدهى والأمر هو  أننا  نحن  لا نعرف  سوى فيافي هذه المنطقة  أما ما خفي  علينا  فهو أبشع  من ذلك بكثير ، فالمناطق الجزائرية  شاسعة جدا  تسرح وتمرح  فيها كل الجماعات الإرهابية  بجميع أنواعها – بما في ذلك البوليساريو -  وأسمائها  وانتماءاتها  في منطقة الساحل والصحراء و التي  تضم كل عصابات الجريمة المنظمة المقيمة  بها  ( وأكرر المقيمة في المنطقة أي أنها تستوطن تلك المنطقة بين  الجزائر وموريتانيا )  المقيمة  في المنطقة  وكذلك العابرة للقارات  ، هي مساحة  تشكل عِبْئاً على الدولتين الجزائرية والموريتانية  الضعيفتين على احتواء عهذ المساحة الشاسعة  ...إن هذه  المناطق الشاسعة الخارجة  عن سيطرة  الدولة الجزائرية  والموريتانية  ليست دولة بين دولتين ( الجزائر وموريتانيا )  بل هي دويلات  كثيرة العدد  تجمع الانفصاليين  والإرهابيين  وعصابات  الجريمة  المنظمة  سواءا  المقيمة  في  المنطقة أو العابرة للقارات .....وهي فضاء واسع جدا  للفارين من  العدالة  ومن كل بقاع العالم  ، وقد جعلوها مخبئا  أو ملاذا  آمنا  يعيشون  فيها  إلى الأبد ....

فأي سِيَادَةَ  على الأرض  هذه التي تتبجح بها الجزائر وحكام الجزائر ليل نهار  والجنوب الجزائري بكامله  لا يعرفونه إلا   في الخرائط  أو عندما  يثور أهالي بعض المدن  المهمشة والمقبورة  في أقصى جنوب الجزائر  ابتدءا من ورقلة  وعين صالح إلى تامنراست إذاك يعرفونهم بالهراوات  وكل وسائل  القمع  والترهيب ، كلها منطقة  محسوبة  في الخرائط  أنها  تنتمي إلى الجزائر وهي  تعيش  الحرمان والتفقير والتهميش والخذلان (  لأن  أهالي هذه  المناطق لا يسمعون سوى الوعود  تلو الوعود  ولا  يرون  من حكام الجزائر سوى الخذلان ) ... أما المناطق النائية التي بها آبار  الغاز والنفط  فهي محروسة  ( بكوموندوهات )  من المرتزقة الأجانب الأقوياء  والاختصاصيين  في مثل هذه  الأعمال  الدنيئة ، و لاسلطة  للدولة  الجزائرية عليهم ، لأن الذي يتكلف  بهم  هي الشركات  العالمية  التي  تستغل  هذه  المنشآت  البترولية ، أما خارج  محيط هذه المنشآت  البترولية  والمدن  الجنوبية في الجزائر  فهي أرض خلاء مشاعة  للمجرمين وعصابات الجريمة المنظمة ... وفي ظل هذا الوضع  في الجنوب الغربي  الجزائري  المرعب ، هنا  سنسأل ماذا فعلت موريتانيا في مساحة  أكثرمن 500  ألف كلم  مربع  في حدودها  الشمالية مع الجزائر  ؟  لقد أغلقتها واعتبرتها منطقة عسكرية  محظورة  على المدنيين وانتهى الأمر !!!!

عدم تنمية المناطق الحدودية والنائية وفَّرَتْ للمجرمين المحليين والدوليين ملاذا لهم :

 اهتمت العصابتان العسكريتان الحاكمتان في الجزائر وموريتانيا  بمناطق داخلية حاصرت  نفسها  بداخلها بواسطة جميع أنواع  الأجهزة الأمنية   التي تحميها  من  العصابات  المقيمة أبديا داخل التراب  الوطني ، وأحاطت نفسها بحلقة ثانية  من قوات الجيش لدعم الأجهزة الأمنية  السابقة الذكر ، والهدف الظاهر من ذلك هو ضمان  السلم  والطمأنينة لشعب النظامين في كلا البلدين ( الجزائر وموريتانيا )  ولم يكتفي النظامان الفاشستيان في الجزائر وموريتانيا  بذلك فقط  بل قامت أجهزة الإعلام  والبرامج  التربوية  في البلدين على تمرير  إعلام  خبيث  ينشر  الرعب والترهيب  من المناطق النائية والحدودية  ، وكذلك  تمرير صور بئيسة عن تلك المناطق  باستمرار لتدعيم  النفور منها ومن ساكنتها ، ولن تجد  في البلدين معا  منذ  الاستقلال المفترى عليه سواءا في الجزائر أو موريتانيا  ، لن تجد أبدا  برامج  لتنمية النماطق الحدودية والنائية ، في حين ترى في الدول الديمقراطية  ولم  أقل الغنية بل الديمقراطية ما يسمى بالعدالة المجالية أي  تقسيم  مداخيل الدولة  على  الوطن بكامله  فإن فقرا  فالفقر للجميع  من أقصى نقطة إلى أبعدها  ، وإن كان غنى  فهو للجميع حتى يتم  رفع  درجة التنمية  من جميع الجهات ، ( والله  لقد أخذتني الأحلامُ  فَطِرْتُ أَتْبَعُهَا  بمنطق العاشق لوطنه  كيفما كان ... فأي تنمية  في الجزائر  شمالا أو شرقا أو غربا  أو جنوبا  ولا وسطا ، فالبلاد  عبارة عن خلاء  في خلاء ؟  لقد  تم تدبير  شؤون دولة الجزائر منذ اسقلالها  بعشوائية  لا نظير لها  إلا  في موريتانيا  ، يبدأ  التدبير بالاستيلاء على خيرات البلاد و تقسيمها بين اللصوص الحاكمين وتوزيع  ما بقي من الفتات على المناطق التي  تركها  الاستعمار  معمورة  أو شبه معمورة  ، وللحقيقة فإن ما ترك  الاستعمار هو نفسه  في  طريق الاندثار  المستمر وقد يلحق  بالخلاء والفيافي  الجافة  القاحلة  ، أما  المناطق الحدودية والنائية  فهي  مهمولة ومهمشة  ولا وجود لها سوى في الخرائط  )... أعود  فأقول  فلو  اهتم  الحاكمون  في موريتانيا والجزائر بهذه المناطق الحدودية والنائية  لما  سقطت  بسهولة في يد  المجرمين وعصابات  الاتجار في البشر  والمخدرات  والجريمة  المنظمة عموما ، بل  يخيل إلي أنني  قرأت  مقالا  في مكان ما  أن  السلطات  الجزائرية والموريتانية  قد  تنازلت  رسميا  لهذه  العصابات  على تلك المناطق  شرط أن  تحمي النظامين  الجزائري والموريتاني وهذا هو التصور القريب جدا من  المنطق  والحقيقة  على الأرض ....

 الحدود الشمالية الموريتانية الجزائرية منطقة عسكرية محظورة على المدنيين :

أعلنت وزارة الدفاع الموريتانية يوم الجمعة 14 يوليو 2017  أن الحدود الشمالية مع الجزائر، باتت منطقة عسكرية محظورة على المَدَنِيِّينَ، داعية المواطنين إلى تجنب دخول تلك المنطقة ، والسبب  هو اتساع نشاط المهربين وعصابات الجريمة المنظمة التي أصبحت  خارج سيطرة  ما يسمى الجيش الموريتاني المغبون ، وتقدر المساحة  المغلقة التي حددت  السلطات  الموريتانية  بأكثر من 500  ألف كلم مربع ، وعليه تكون المساحة  المشاعة  والخارجة عن أي سلطة  سواءا  سلطة جزائرية أو موريتانية  هي أكثر من مليون  كلم  مربع  موزعة بين البلدين( شمال موريتانيا + جنوب الجزائر )  وهي التي يسرح ويمرح  فيها عتاة  الجريمة المنظمة  المحليين و الدوليين ....

لهذه الظروف التي تؤكد انعدام الأمن  في المنطقة المذكورة  بين البلدين سنعمل على  نقل السيناريو  الذي  وضعه  مهندسوا  البلدين  لكيفية  فتح  ثغرة  حدود واحدة  قانونية  بين الجزائر وموريتانيا ، وكيفية  المرور من  هذه الطريق  المحفوفة  بالمخاطر  خاصة  حينما  نقرأ (  فتح  نقطة  حدود بين الجزائر وموريتانيا ) أو نقرأ " الرئيس بوتفليقة يوقع رسميا على اتفاقية المعبر الحدودي بين موريتانيا والجزائر "  ونحن نتصور ببراءة  أن هذه  النقطة الحدودية بين الدولتين يكفي أن تمر من  معبر يوجد فيه – كما في نقط حدود الدنيا – يوجد فيه شرطة  حدود  جزائرية في المنطقة الأولى مع الجمارك  وبعدها  ببضعة أمتار تجد  شرطة الحدود  الموريتانية  للنقطة  الثانية مع الجمارك وها أنت  في موريتانيا  حرا طليقا ... لا لا لا لا لالالالا .... ليس الأمر كذلك !!!!!

معبر حدودي بين الجزائر وموريتانيا طوله أكثر من 1500 كيلومتر بدل بضعة أمتار:

يجب أن تعلموا أيها القراء الكرام   أن  جريمة  إهمال  المنطقة الحدودية بين الجزائر وموريتانيا  جعلت  هذا المعبر أو هذا الخلاء  المُقْفِر  الذي يتبجحون به ( جزائريون  وموريتانيون ) هذا  المعبر الحدودي بين  الجزائر التي  تشترك مع موريتانيا في الحدود يبلغ طوله  أكثر من 1500  كيلومتر ، نعم  ، أي لتعبر من النقطة الحدودية الجزائرية  الموريتانية  يجب عليك أن تقطع  أكثر من 1500 كلم  داخل  التراب  المفترض  أنه  أرض موريتانية  ( وأنت داخله لا يبدو  أنك داخل موريتانيا ) ، ومن حقك  أن تسأل : كيف إذن سأعبر من  الجزائر إلى موريتانيا حتى أصل  بصفة نهائية إلى موريتانيا ؟  فتعالى معي أيها القارئ  الكريم  في رحلة عبور  سريالية من  الحدود الجزائرية  إلى موريتانيا ، أولا فبعد أن نقطع  مسافة  قدرها  حوالي  75  كلم  من تندوف  لنصل إلى  النقطة  الحدودية  شمال موريتانيا التي قيل إن التقنيين الجزائريين قد اختاروا لها  ركنا  بعيدا عن تندوف لتجنب كثير من العراقيل ( يعلم الله طبيعة هذه العراقيل ) نحو الحدود  الموريتانية جنوب الجزائر وفي ركن  مدروس بعناية لنجد النقطة الحدودية  الجزائرية الموريتانية ، لكن الجميع يجهل طبيعة  الأجهزة التي ستراقب هذه االنقطة بين الطرفين ، فهل هي مجرد نقطة حدودية  بشرطة الحدود مع الجمارك أم أن هناك أجهزة أخرى  وُضِعَتْ  لهذه  النقطة الحدودية  الاستثنائية  في العالم ، أو أنها ستكون  عبارة عن معبر افتراضي متفق عليه  بدون مراقبة على الإطلاق ، بمعنى  الخلاء  يحرسه الخلاء ،لأنه  من المؤكد  أنك  سوف لن تجد نفسك في موريتانيا مباشرة  بعد الخروج من الأرض الجزائرية ، بل لن  تجد  نفسك في موريتانيا إلا  بعد أن  تقطع مسافة أكثر من 1500  كلم  عبر المنطقة التي  جعلها الجيش الموريتاني"منطقة عسكرية محظورة على المدنيين " كما سبق  ذكره ، لذلك أطلق حكام الجزائر وموريتانيا على هذه النطقة الحدودية (معبر تندوف شوم ، ومدينة  شوم هذه تقع  جنوب مدينة الزويرات الموريتانية  بحوالي 500  كلم ) ، إذاك نعتبر أنفسنا  أننا في الأرض الموريتانية  ،  مسيرة العبور هذه تفرضها علينا طبيعة المنطقة العسكرية  الموريتانية  وهي أن نسير بمحاداة  حدود الصحراء المغربية ثم نعرج يمينا لنجد أول مدينة موريتانية  هي مدينة عين بنتللي الموريتانية ، والمنطق الأمني في منطقة عسكرية يفترض أن نجد شرطة الحدود في مدينة عين بنتللي وقد نجد حرسا عسكريا للحدود ليقوم معنا بإجراءات أمنية وجمركية معا ، وقد لا نجد شيئا ، ثم سنهبط  في اتجاه  الجنوب الغربي لنجد مدينة حاسي لوقر الموريتانية  ثم نصعد إلى مدينة  لحفير الموريتانية وننعطف يمينا نحو حدود الصحراء المغربية إلى مدينة بير مريم  ثم نهبط إلى مدينة بير أم كرين ومنها  علينا أن نقطع مسافة لا تقل عن 800  كلم إلى  مدينة الزويرات  الموريتانية  ومنها  علينا أن نقطع أكثر من  500 كلم  كما قلنا سابقا إلى  مدينة شوم  الواقعة جنوب الزويرات....فأي شؤم  هذا ؟ .... والذي وجب التنبيه إليه أنه بعد قطع كل مسافة بين البلدان المذكورة والوصول إلى كل مدينة ذكرناها  قد يخضع  المسافر في كل مدينة موريتانية  مذكورة  سابقا إلى الإجراءات  التي يفرضها المنطق الأمني في منطقة عسكرية  ، أي يفترض أن نجد شرطة الحدود أو الشرطة العسكرية  في كل المدن المذكورة ( عين ينتللي – حاسي لوقر- لحفير – بير مريم – بير أم كرين - الزويرات – وأخيرا مدينة  شوم  أو الشؤم  ) في كل مدينة من هذه المدن الواقعة في المنطقة العسكرية الموريتانية المحظورة على المدنيين ، كما  قلنا  قد نخضع  للتفتيش المدقق والمثير للاستفزاز لا لشيء إلا لأننا  جئنا من نقطة حدودية  جزائرية  من شمال موريتانيا ، وقد لا نخضع لأي تفتيش أمني أو جمركي ، فيكفي أن نصل  سالمين ، فعلى ماذا يدل ذلك ؟  يدل ذلك على ما قلناه سابقا وهي أن  ثلث  أرض موريتانيا  هي خلاء مشاع  للإرهابيين وقطاع الطرق وتجار البشر والمخدرات والجريمة الدولية المنظمة ، فهذه العصابات هي التي تحكم  ثلث  موريتانيا  المسمى بالمنطقة العسكرية وهي التي  استطاعت أن  تعمر أو  تستعمر تلك المنطقة لأن  الدولة  الموريتانية لا حول لها ولا قوة  وقد سلمتها  للإرهابيين  وقطاع الطرق ، فأي عسكر هذا الذي يعيش تحت رحمة  الإرهابيين والعصابات الدولية والمجرمين وقطاع الطرق ؟

هذه نقطة حدودية سياسية يختلط فيها المشكل الصحراوي بالمشكل الإرهابي :

بالله عليكم ماذا سيستفيد البعوض من العود اليابس ؟ البغوض يبحث عن جسم طري تجري في عروقه الدماء  وليس  هيكلا  عظميا  امتص البوليساريو دماءه طيلة 43  سنة  وأكل لحمه  وها هو اليوم  يقضقض عظامه  ، ذلك هو جسم الجزائرالهزيل والسائر إلى الانهيار الاقتصادي ، أما البعوض الذي يبحث عن دماء يمتصها  كأبناء عمومته من  البوليساريو  فهو الشعب الموريتاني الذي جاء متأخرا ، فأين كان الموريتانيون  يوم كانت الدهن بأوقية للقنطار في الجزائر ؟....  فبماذا  يفيد  الغريق  غريقا  مثله ، أي اقتصاد  جزائري هذا الذي سيعتمد عليه أهل شنقيط من فتح المعبر الحدودي الذي  يعتبر اسمه  فأل شر وليس فأل خير... ( تندوف – شوم ) إنه الشؤم بعينه ...

إن  الهدف من فتح هذا  المعبر الحدودي هو تزكية  الوضع القائم  في الأصل  وهو  الفضاء  المشاع الذي تحدثنا عنه  من قبل ، وهو ذلك  الفضاء  الشاسع الذي يسرح ويمرح فيه البوليساريو والإرهابيين وعصابات الجريمة المنظمة ، وهنا  مربط الفرس ،هنا ستدخل المنطقة المتنازع عليها بين الجزائرو البوليساريو من جهة والمغرب من جهة أخرى  والتي يؤكد المغرب أنها شريط  عازل حددته  خرائط  اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين المغرب والبوليساريو عام 1991 ، وهنا تظهر هذه المنطقة في خريطة  مسار النقطة الحدودية بين الجزائر وموريتانيا والمسماة ( تندوف – شوم ) أو تندوف الزويرات ، تظهر وكأنها  فضاء  جديد  سيظهر هناك  قريبا ، يجمع  هذا الفضاء بين  جنوب الجزائر المهمش  والمعزول وشمال  موريتانيا  الذي  تخلت  عنه  الدولة الموريتانية  واعتبرته  منطقة محظورة على المدنيين  والمنطقة العازلة  في الصحراء المغربية  أي بئر  لحلو  وتفاريتي ولمهيريز . فكلنا يعلم أن الجزائر تحاول التخلص من البوليساريو  من تتدوف ....ومورتانيا  عاجزة عن حماية ظهرها  في مساحة شاسعة جدا ، فلماذا لا نخلط  زيتنا  بدقيقنا  كما يقول  حكام الجزائر وحكام موريتانيا والبوليساريو ، خاصة وأن منطقة  بير لحلو وتفارتي المغربيتان حسب خرائط الأمم المتحدة  للصحراء الغربية المغربية  كانت وما تزال  مرتعا  للبوليساريو  ذابتْ وامَّحَتْ  فيها  حدود  الصحراء المغربية  مع  حدود  موريتانيا التي لا ولن  تستطيع  الاحتجاج  على البوليساريو من انتهاك  حدودها  منذ ( طريحة )  نواكشوط  يوم 09 يونيو 1976 وما تلاها  من انقلابات عسكرية في موريتانيا  التي يكون وراءها دائما  حكام الجزائر إلى أن آل الوضع إلى ما نحن فيه اليوم ، بهذا الوضع  تبدو البوليساريو وكأنها هي التي ابتلعت موريتنانيا  وليس العكس كما كان منتظرا.

من المؤكد أن هذا المعبر لا خير اقتصادي ينتظر منه ، فلا الجزائر دولة منتجة  لمواد  ستنفع  موريتانيا ولا موريتانيا  تنتج  ما ينفع  الجزائر ، إذن  المبرر الذي يروجون له أي التبادل التجاري  لا وجود له  أصلا ، وإن كان  فهو ضحل وفقير بل ومنعدم  تماما ، فماذا بقي من نفع  لهذا المعبر سوى كونه  معبر سياسي  محض  وموجه ضد المغرب ؟ فالأكيد أن البوليساريو سيتدفق على موريتانيا  وسيبتلعها  بسهولة إذا تم  رفع  الحظر  عن ساكنة مخيمات الذل بتندوف فموريتانيا  ستشهد أياما  سوداء بل أسود من قرن الخروب كما يقول إخواننا المصريون ، فهو معبر سيربط  مخيمات تندوف بالعمق الموريتاني  وبتزكية  وخوف  ورعب حكام موريتانيا لأنهم لا حول لهم ولا قوة ، وهذا  الوضع يفرض علينا أن نتصور أن حكام الجزائر هم الذين سيبتلعون  موريتانيا عن طريق  حليفهم  البوليساريو ، فما دام  الحلم  الذهبي  لحكام الجزائر هو الاطلالة على المحيط الأطلسي  وما دام المغرب  واقف  وصامد  ضد  التنفيس على  الجزائر  نحو  المحيط ، فقد  بدأت الجزائر  بالتغلغل في دواليب  الحكم  في موريتانيا  مخابراتيا  لتمهيد الطريق  إلى المحيط الأطلسي عبر قنطرة  سهلة البلع  اسمها  موريتانيا الحلقة الأضعف في المنطقة المغاربية ... فماذا سيفعل المغرب أمام هذا  الحصار  الجزائري الموريتاني ؟

هل يفتح المغرب خطا بحريا بين الداخلة ودكار لتجاوز موريتانيا إلى عمقه الإفريقي؟

لعل أنجع حل واقعي ويمكن تحقيقه هو  إنشاء  خط  بحري من مدينة الداخلة  المغربية إلى مدينة  دكار السينيغالية ويترك  المغرب تلك المنطقة التي تعج  بما ذكرنا  بالفوضى  وانعدام الأمن ، فكلنا يعلم أن المغرب بنى أكبر ميناء على البحر المتوسط  ويسمى بالميناء المتوسطي وهو أكبر ميناء جنوب أوروبا ، فبقفزة واحدة  منه يمكن أن يبني  المغرب ميناءا بمدينة الداخلة  في إقليم وادي الذهب  لا يكون في حجم الميناء المتوسطي  بل ميناء عادي لاستقبال البواخر التي تحمل الشاحنات  أو التي تحمل الحاويات (  les conteneurs)  ويمكن إنشاء شركة مغربية سينيغالية  لهذا الغرض ، شركة للنقل البحري التجاري بين الداخلة ودكار ... والله مشروع مربح  للجميع  وسترى  البواخر تعج  بين مينائي الداخلة ودكار ... فبما أن المغرب قد قضى سنوات طويلة  وهو يبني اقتصادا  يغزوا  به  إفريقيا  فلا يمكن أن يتخلى عنه بسهولة  خاصة وأن بوادر تصعيد  التشنج بل  ربما  الحرب  في منطقة الكركرات ، فليترك  المغرب موريتانيا  تجرها  أختها  الجزائر نحو أسفل الحضيض  الاقتصادي وليستمر هو في الاستثمار في العمق الإفريقي عن طريق السينسيغال ،ولا شك أن الشركة المغربية السينيغالية للنقل التجاري البحري  ستخلق طفرة  نوعية  نحو غزو  إفريقيا بل وستجعل المغرب فعلا  بوابة  لأوروبا وآسيا  نحو العمق الإفريقي ، هذا دون  النتائج غير المباشرة  من حيث  إنتاج مناصب الشغل في دولتي المغرب والسينيغال ....

ولنعد إلى طبيعة  عمل الشركة  المفترض أن تحل مشكل  الفوضى العارمة  في موريتانيا  وانعدام الأمن ، فهي أولا  ستقطع  المنتوجات  المغربية التي كانت  تستفيد منها  موريتانيا ، ونحن اليوم  نسمع صراخ  التجار الموريتانيين الذين  تنقطع عنهم  موارد  المغرب نحو موريتانيا لا لشيء إلا لأن شردمة من  البوليساريو  وجدوا  المنطقة سائبة  فلا ( مينورسو )  ولا أمم متحدة ولا هم يحزنون  فيمكن القول بأن منطقة الكركرات التي كانت تعبر منها الشاحنات إما أن تصبح  بؤرة  جهنمية لحرب لا تبقي ولا تدر بين  البوليساريو والجيش المغربي ، وحتى وإن هدأت هذه الحرب مرة  فستبقى  بؤرة  غير  مأمونة  للعبور التجاري لأن الجزائر والبوليساريو قرروا  أن يسدوا  تلك الطريق  ولو بالإرهاب  المنظم  تحت إشراف  الجزائر ، وبما أن حكام الجزائر  يسيرون دائما وأبدا في الاتجاه المعاكس  لكل ما هو سلمي  حضاري تنموي  ويبحثون دائما عن  اختلاق المشاكل  وتصعيدها ، وكما يقال " رأس المال جبان " ..إذن فالحل الجذري للحفاظ على مكتسب العمق الإفريقي بالنسبة  للاقتصاد المغربي هو  " شركة للنقل التجاري البحري بين الداخلة ودكار" .... ولإعطاء صورة  تقريبية  للعمل الإجرائي الذي لا بد أن تؤطره  اجتهادات قانونية  ، خاصة وأن العلاقة بين المغرب والسينيغال علاقة ممتازة ، قلتُ ولإعطاء صورة تقريبية  للعمل الإجرائي كيف سيكون العمل في هذا الخط البحري ، فهناك طريقة  ناجعة  وهي  أن  تقوم الشركة المذكورة  باستقبال  بواخر تحمل شاحنات عادية أي ليست تلك التي تحمل الحاويات  من وإلى دكار وكذلك من وإلى الداخلة المغربية  لتستمر الشاحنات  بعد ذلك في طريقها نحو العمق الإفريقي ، كما تقوم  في نفس الوقت  ببناء  مخازن  كبيرة  في الداخلة  وفي دكار لاستقبال الحاويات وتخزينها  حتى تأتي  الشاحنات  المخصصة  لنقل الحاويات لتستمر هي أيضا بعد ذلك في طريقها  نحو العمق الإفريقي  ، وفي فترة قصيرة  سيموت خط  الكركرات موريتانيا ليحيى بعده – في أمن وسلام -  خط  الداخلة  دكار  وتستمر الحياة  الاقتصادية  المغربية  في التدفق نحو العمق الإفريقي ....

عود على بدء :

لماذا لا تدخل الجزائر في نشاط اقتصادي  سلمي حضاري تنموي ليس في إفريقيا فقط بل في العالم كله ؟ لماذا تبقى الجزائر سجينة اقتصاد الريع الغازي والنفطي ولاتفكر إلامن خلاله ؟ لماذا لا تزال الجزائر حتى اليوم ليست عضوا في منظمة  التجارة العالمية ؟ لأن حكام الجزائر وجدوا ضيعة  تركها لهم  الجنرال  دوغول  يسترزقون منها ولا شأن لهم بهموم الشعب الجزائري ، فحكام الجزائر لا يعرفون مفهوم التنمية البشرية بل يعرفون فقط  أن  يأخذوا الأموال  الجاهزة  ويسرقون  ثلاثة أرباعها  ويشترون بما بقي منها  أشياء مخزية  للشعب الجزائري ، بالله عليكم  أي دولة  في المنطقة المغاربية لا يزال أهلها  أيم العيد يفرحون  بما  يدخل إلى البلاد من ( الشيفون )  غير الجزائر الذي يلبس أهلها  ما  رمى به الأوربيون من  ألبسة  قديمة كلها  أمراض ، لابد أن نسمي الجزائر بلاد  المليون ونصف شهيد من أجل أن يلبس  حفدة الشهداء الشيفون  يوم العيد ...ففي الوقت الذي كان الجيران  يُـنْشِئُونَ  معامل النسيج  وخياطة جميع أنواع الملابس ، بل بعضهم  يصدر أفخر أنواع الملابس إلى أوروبا  ( والله إني وجدتُ سروالا  في  أحد  الأسواق  الضخمة في باريس وكتب عليه  صنع في المغرب والأغرب من ذلك أن ثمنه أغلى من الذي صنع  في إيطاليا ، إنها المنافسة  والإتقان  وقبل كل شيء الرغبة في التحدي ) ... ونحن لا زلنا  لم نقتل  فينا  ثقافة ( الشيفون ) . إن الشيفون الحقيقي هو في أدمغة حكامنا ، شيفون أسود  بأوساخ  كراهية الشعب الجزائري أولا  وتدبير المؤامرات  والدسائس لبعضهم البعض  ولكل من اقترب منهم والعياذ بالله ...                                                                                           فحتى لو أراد حكامنا أن يصدروا  للخارج  فماذا يصدرون ؟ سيصدرون شيفون الشيفون !!! وكل عام  يعود  علينا  العيد  بالشيفون ، لأننا وجه  الشيفون، فكم من آلاف الملايير ضاعت ولا زلنا نتصارع على الشيفون...وأرضنا غنية ونحن نفرح في كل عيد بالشيفون !!!!

 

سمير كرم خاص للجزائر تايمز