إن إنكار وجود البوليساريو في المفاوضات الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب حول الفلاحة والصيد البحري يُـعَـدُّ مؤشراً  مُهِمّاَ جدا  في اتجاه سحب الاعتراف  النهائي  بكون البوليساريو هو الممثل الوحيد  لساكنة  الساقية الحمراء ووادي الذهب، وقد جاء هذا الإنكار باعتراف البوليساريو بنفسه حينما قال في بيانه الأخير ردّاً على نتائج تلك المفاوضات  حيث أكد بيان البوليساريو ( أن المفوضية الأوروبية التي فوضها المجلس ، رفضتْ أي اتصال مع الجبهة واقتصرت على الإحاطة بالمناورات أو المغالطات المغربية القوة العسكرية التي تحتل الإقليم ) على حد تعبير  نص البيان الذي أصدره البوليساريو بعد  الصفعة التي تلقاها  من  الاتحاد الأوروبي ...وهذا اعتراف من البوليساريو أنه  قد تم  تهميشه  أثناء هذه المفاوضات بل من خلال  البيان يتبين  بالواضح أن البوليساريو قد فقد الثقة ليس فقط في المفوضية الأوروبية بل حتى في محاكم الاتحاد الأوروبي وقضائها ، بل سيبقى البوليساريو هكذا صفرا على اليسار  بالنسبة للعالم  بدءا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن  والاتحاد الإفريقي وغيرها من المنظمات الدولية والقارية  ، وما سيبقى من البوليساريو  سوى شعارات  لدى جمعيات الشوارع والحواري في  بعض الدول التي تجعل من مثل هذه  الحثالات الانفصالية مطية تركب عليها  لتملأ  الفراغات  المميتة  التي  تعيش فيها  ...

أولا : قادة البوليساريو يعيشون  بين كونهم  موريتانيين أو جزائريين أو مغاربة أو إسبانيين

بعد أن وصل مصير البوليساريو لمرحلة  إنكار وجوده  من طرف  المفوضية الأوروبية  مؤخرا ، وبعد ما جاء في قرار مجلس الأمن  2414  من طعنات قاتلة  للبوليساريو ، وبعد الفشل الذريع  لقصة الفوسفاط المحتجز  في جنوب إفريقيا  وبعد  لطمة  بنما  للبوليساريو بأنها  دولة لا تقبل  قرصنة البواخر وبعد أن  تناقص عدد الدول  التي كانت  تعترف  بها بالمقابل  الذي كانت تأخذه (  كاش )  من  أرزاق الشعب الجزائري ، وبعد أن  شاهد  أكثرية  البوليساريو  قَصْرَ  أَحْلَامِهَا  الرَّمْلي يتهاوى أمام  عينيها  - و منذ زمن بعيد  – أصبح  الجميع في حيص بيص  وحاولت  كل فئة من البوليساريو أن تبحث لها عن دور تستكمل به ما بقي من عمرها  الافتراضي الذي  اقتربت  نهايته  الحتمية  .

ثانيا : أصبح البوليساريو منقسم إلى فئتين :

 بعد كل هذا  بدأت  تظهر للعيان  ظاهرة واضحة جدا  وهي عملية  الفرز والانتقائية حتى أصبحنا أمام  فئتين كبيرتين من البوليساريو  : الفئة الأولى هم : القادة  والفئة  الثانية هم  المحتجزون  في  مخيمات الذل والعار بتندوف الذين ينتظرون  الذي لن يأتي أبدا .

أ‌- وسنبدأ بفئة القادة. فكل قائد عضو من البوليساريو طالما هو خارج مخيمات  الذل والعار بتندوف ، وطالما هو يسترزق من قضية الصحراء المفتعلة  فهو قائد صحراوي من  قادة البوليساريو ، وحينما تنقطع عنه المداخيل و العطايا  الاسترزاقية من هذه القضية التي يعرف هو نفسه أنها  قضية  مصطنعة  اقتربت  نهايتها ، ينقلب فورا  إما إلى موريتاني أو جزائري أو مغربي أو إسباني ، وينكر أنه  صحراوي من الساقية الحمراء أو وادي الذهب ، (هذا إن كانت  له أصلا  أية  رابطة بهذين الإقليمين  الصحراويين المغربيين ) ....فحينما نسمع  بيادق قادة البوليساريو وهم يتحدثون من الجزائر أو من إحدى دول أوروبا أو غيرها ، نستنتج  من حديثهم عن ( قضيتهم  المفتلعة ) التي دامت 43 سنة  نستنتج من خلال كلامهم  أنهم يحملون  في قلوبهم  وعقولهم كُرْهاً وبُغْضاً وحِقْداً دفينا على  ساكنة  مخيمات  تندوف ومساجين الذل  والعار هناك !!!! ونستنتج من بين  سطور كلامهم  أنهم لا يفكرون إلا في الدفاع عن امتيازاتهم الخاصة أي  التي يتمتعون  بها  هم  وحدهم  وهم  خارج  هذه المخيمات / السجون ، إن العدو الحقيقي لساكنة مخيمات العار بتندوف هم  قادة البوليساريو المرتزقة  الذين ركبوا على قضية الصحراء  المفتعلة وحلبوا من  كل  ضِرْعٍ  يَنِزُّ  دولاراتٍ  من أجلها   طيلة  43  سنة ...وحينما  يكتشف  ساكنة مخيمات الذل بنتدوف حقيقة بعضهم  فإن هؤلاء  القادة الخونة  من البوليساريو ينقلبون على المحتجزين بمخيمات تندوف ويقولون لهم  صراحة  : " نحن لسنا  صحراويين ، نحن  نتعاطف مع قضيتكم  لوجه الله  فقط  ومن باب الأخوة  والإنسانية " ....أو يصرخون في وجوههم  بكونهم :  ليسوا صحراويين من الساقية الحمراء ووادي الذهب بل هم  إسبانيون  أو هم من الجزائر أو موريتانيا أو من المغرب ، وكل ما نقوم  به  هو في إطار الدفاع عن حق  تقرير مصير الشعب الصحراوي  والاستقلال  ...وإذا استطال النقاش  وامتد في هذا الأمر  أخرجوا  لهم  من جيوبهم  جوازات  سفرهم  الموريتانية أو الجزائرية أو المغربية أو الإسبانية ، وألقوا بها  في وجوههم  وتبخروا في الهواء... ( كم يُخَيَّلُ إلي أن هذه الأفعال  الدنيئة الصادرة من قادة البوليساريو المذكورين أعلاه  فيها  كثير مما  فعله  قادة  ما يسمى  بالثورة الجزائرية ، لقد اسْتُشْهِدَ  من أجلها الرجالُ وكان دليل  محبتهم  لوطنهم الجزائر أنهم قدموا أرواحهم فداءاً  لتحريرها  ، أما الحثالة  الباقية التي  تحكمنا  الآن فقد  قدمت  الجزائر  للعدو  الفرنسي الذي لا يزال  يحكمنا من وراء حجاب ، ودليل  كرههم  للجزائر هو أننا  أصبحنا  في حضيض  التخلف الاقتصادي والاجتماعي والتنموي عالميا ، ولا فرق بيننا وبين  فينزويلا  أو الصومال  يا من يعرف  كيف  يعيش  هذين الشعبين  ، لقد أصبحنا  أضحوكة العالم  : دولة غنية وشعبٌ من الفقاقير تتسول دولته  بالواضح  بعد أن كانت خزينتها  مملوءة لكنها  سائبة لا حارس  عليها ...  لن تسمح لي  نخوتي وكرامتي أبدا  أن أعمم  صفات الدناءة  هذه  على كل الشعب الجزائري  ، فلا يزال في الجزائر  حرائر و أحرار  كرام  بررة  بأهاليهم  ومن الصابرين  على  طاغوت مافيا حكام  الجزائر إلى أن يأتي الله  بأمر  كان مفعولا  في علمه  عز وجل )  صورتان متقاربتان  جدا ...

ب - الفئة الثانية :  والفئة  الثانية هم  المحتجزون  في  مخيمات تندوف الذين ينتظرون الذي لن يأتي أبدا ، وهؤلاء حَـتّـمَ عليهم قدرهم أن يصبحوا  فئاتٍ  وعناصرَ يمكن  فرزها  كالتالي :

1)  إما أن يكونوا  من عناصر الميليشيات الذين يتقاضون رواتب من الجزائر  وهم تابعون  للجيش الجزائري مباشرة ، مهمتهم  الأساسية  حراسة  المحتجزين  في المخيمات بتندوف ، وهؤلاء شردمة  مختلطة  من جميع الأجناس ، فقد تجد فيهم الجزائري والموريتاني والمغربي والمالي والنيجيري وغيرهم من الأجناس ، فطالما يتقاضى أجرا من  خزينة الدولة الجزائرية  ويعيش من خيرات الشعب الجزائري فهو (  عبد المأمور )  ينفذ أوامر القتل  والمطاردة في فيافي الصحراء  لكل هارب من المخيمات ، وهذه الجماعة  عبارة عن عبيد وخدام  مذلولين مستعبدين  لجنرالات الجزائر ، فهي تعيش الرعب تحت مراقبة  عيون الجيش الجزائري ومخابراته ، و ليست  لها  ذرة كرامة  لأنها   جماعة من المنبطحين على بطونهم  يفعل فيهم  عسكر الجزائر ما يريد ، لكنهم  يفعلون  في ساكنة  مخيمات الذل بنتدوف ما يشاءون من  التعذيب إلى التقتيل ، ومن مات على يد عسكر البوليساريو في ذلك الخلاء  الذي لا سلطة  فيه  ولا  رقيب  فهو يموت  ميتة  الكلب  فيرمى  في الفيافي وكأنه  جيفة  لم  تكن يوما  على قيد الحياة  .

2)  وإما أن يكونوا  من عصابات  تجار الأسلحة والمخدرات  والبشر وهؤلاء  هم الذين من المستحيل أن نعرف  أصولهم لأنهم  ذابوا  في بوثقة  صنعتها المافيا الحاكمة في  الجزائر ، ولا تعرف هذه الفئة سوى  الجنرال  الجزائري قائد الناحية  وزبانيته  لتأطيرهم  وتوزيع  المهام  الإجرامية  عليهم .

ثالثا : ما بقي من البوليساريو سوى  الصك  التجاري  منه  :

لا شيء بقي من البوليساريو ، بقي  منه  الصك التجاري الذي  صنعه  القذافي و المافية الجزائرية الحاكمة  في الجزائر بأموال الشعب الجزائري ، لكن السؤال : ألا يزال لهذا الصك التجاري قيمة في سوق  نخاسة  المبادئ الجزائرية التي أكل عليها الدهر وبال ؟  طبعا  لم يعد لهذا الصك التجاري  الوهمي سوى ما  للدينار الجزائري من قيمة  أتت عليها  المافية الحاكمة في الجزائر  بالمشاريع  الورقية  الفاشلة ، المشاريع التي  دَكَّتْ اقتصاد الجزائر دَكّاً  دَكّاً  ، أتت عليها  بنشر الأكاذيب التي  تنتشر بسرعة  وتموت  بسرعة  مثل  فقاقيع  الصابون ...

تعالوا معي نقترب كثيرا من  الحالة  النفسية لأحد  عناصر البوليساريو الذي اعترف بعد الصفعة التي تلقتها  البوليسايو بعد   توقيع  اتفاقية  الصيد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ، لم يستطع هذا العنصر أن يذكر اسمه  ولست أدري ما السبب ، لكن من أراد التأكد  ما عليه إلا أن يزور موقع البوليساريو "  المستقبل الصحراوي "  ويقرأ موضوعا  عنوانه  (تجاوز أوروبا لقضائها يبدد المكسب الذي سوقته القيادة الصحراوية ) المنشور بتاريخ 22 يوليو 2018  والذي يمكن  اختصار ما جاء فيه كما يلي :

1)  يقر ويعترف الانفصالي  صاحب المقال بأنه بعد نهاية مرحلة الترقب ، أخيرا يقرر المجلس الأوروبي تجاوز حكم قضائه فيما يتعلق باستثناء الشواطئ الصحراوية المحتلة من إتفاق الصيد مع المغرب .( لقد كان البوليساريو ينتظر إقصاء الشواطئ الصحراوية من اتفاق الصيد الأوروبي المغربي وكأنه لم يسمع أو تجاهل تصريح  وزير خارجية المغرب وكذا وزير الفلاحة المغربية بأن المغرب لن يوقع على أي اتفاق لا يشمل صحراءه  بأرضها ومياهها الإقليمية ، فالسيادة المغربية خط أحمر )

2)  ويزيد صاحب المقال  إبراز مدى النكسة التي لحقت البوليساريو  حين يقول : " ومع ان المجلس الأوروبي نفسه صنع النكسة ، غير أن قيادتنا التي باشرت المطالبة من بعض الدول الأوروبية الفاعلة ضرورة التقييد بحكم القضاء ، لاتزال في نفس الوقت و رغم مظاهر النكسة تُسَوِّقُ ما جرى على أنه مكسب حقيقي ينبغي للجميع أن يقيم له الأفراح ." ( هذا الكاتب يعترف  بحماقة  قادة البوليساريو وجنونهم )..

3)  يضيف هذا الانفصالي  بحرقة شديدة  وهو يعترف  بالهزيمة  وبإخفاء الحقيقة عن ساكنة مخيمات الذل بتندوف  ويقول :  " إن  قادتنا  يبعثون رسائل استعطاف إلى  دول أوروبية وتذكيرها بما تعرفه أصلا من أننا إقليم محتل ، وفي نفس الوقت تسويق نَصْرٍ مَوْهُومٍ للجماهير يوضح الحالة التي وصلتها القيادة الصحراوية وهي تحاول إخفاء الحقيقة عن شعبها في عصر السموات المفتوحة "..( ما هو دليلك على أن الدول الأوروبية  تعتبر بأن المغرب يحتل الصحراء المغربية ؟ ) ..لقد سقطت تلك الأسطورة  بتوقيع الاتفاق مع الإصرار على إدماج  المياه  الإقليمية  للصحراء المغربية بالنص الصريح ..

4)  وتأكيدا  لما قلناه سابقا من أن العلاقة بين قادة البوليساريو منقطعة  نهائيا  بساكنة المخيمات ، يؤكد هذا  الانفصالي ما قلناه  في موضوعه المعنون بـ : (تجاوز أوروبا لقضائها يبدد المكسب الذي سوقته القيادة الصحراوية )  يقول :  " وحدها تصارع الحقائق على الأرض ظلت القيادة الصحراوية تحاول خلق بلبلة في موضوع الإتفاق ، فبعد نهاية العقد الأول وفي إنتظار استكمال بنود الجديد سَوَّقَتْ القيادة وأزلامها المنتفعين من زمن “أطليسة” ، ظلوا يسوقون لانسحاب نهائي للسفن الأوروبية من شواطىنا المحتلة، واعتبروا أن الانسحاب هو بمثابة الانتصار الباهر قبل أن يتفاجأ الجميع بخروج إتفاقية على مقاس المغرب وطموحاته التوسعية بضم شواطىنا إلى حدوده البحرية التي يسمح الأوروبيين استغلالها مقابل 40 مليون يورو ستذهب الى خزينة الاحتلال المغربي، ولم يربح الطرف الصحراوي الا ماربحه من قضية الكركرات، حيث يستفيد الاحتلال من المعبر البري لتصدير سلعه و الثروات التي ينهبها من الصحراء الغربية، وتستفيد موريتانيا من العائدات الجمركية فيما يقف الطرف الصحراوي متفرجا وعاجزا عن اتخاذ أي موقف خاصة بعد قرار مجلس الامن الدولي شهر أبريل الماضي."  ( يعترف هذا الانفصالي المغفل بلا خجل بأنه  يعكس بلادة  وغباوة  قادته )...

هذه حقائق يتجرعها  قادة البوليساريو الذين لا يزالون ينهلون منها بالتواطؤ مع  المافيا الحاكمة في الجزائر ، أصبحت الهزائم  تلو الهزائم  هي  العنوان المسيطر على  كل حركات وسكنات  الدبلوماسية الجزائرية وبيادقها  الذين لا يزالون  يصدقون تخاريفها التي لا تأتي إلا بالهزائم والانكسارات تلو الأخرى.

عود على بدء  :

يبدو واضحا أن  قضية الصحراء المغربية قد بدأت تأخذ مسارا  نحو  فرض الحل الذي اقترحه المغرب  وهو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ، ويمكن أن نتتبع  المؤشرات على ذلك من خلال ما يلي :

1)  قرار مجلس الأمن الأخير 2414  الذي أقر  مجموعة من التعابير والمصطلحات  التي  تبتعد كليا عن القاموس الذي كان في زمن بان كي مون  وممثله في الصحراء  المغضوب عليه  كريستوفر روس ، فقد  تضمن القرار الأخير  2414  تعبيرا  واضحا يقول "  مفاوضات  تعتمد  الواقعية وروح التوافق " ويستبعد القرار كليا  تلك  المفاهيم الغامضة حول تقرير مصير الشعب الصحراوي خاصة وأنه  يفرد للمغرب  سطورا  بل وفقرات حول منجزاته  في الصحراء المغربية ، ويعلق على  مقترحه  حول الحكم الذاتي  بكونه "  جِدِّي  وَذَا  مِصْدَاقية " وأن كل جمعياته  الحقوقية تعمل  على بسط  روح  مبادئ  حقوق الإنسان في عموم  الصحراء المغربية .

2)  الصفعة الأخيرة التي تلقاها  البوليساريو من الاتحاد الأوروبي ، ويكفي أن نذكر باعتراف البوليساريو بنفسه حينما قال في بيان  رده  على  التوقيع  بين الاتحاد الأوروبي والمغرب على اتفاقتي الفلاحة والصيد البحري حيث اعترف البوليساريو بعظمة لسانه قائلا  في مناسبتين اثنتين : الأولى : " أكد البيان أن المفوضية الأوروبية التي فوضها المجلس ، رفضت أي اتصال مع الجبهة واقتصرت على الإحاطة بالمناورات أو المغالطات المغربية القوة العسكرية التي تحتل الإقليم. "

3)  يتحسر البوليساريو على أن الاتحاد الأوروبي قد خذله ، وذلك  في اعترافٍ للبوليساريو يقول : " بأن المجلس الأوروبي  يقرر تجاوز حكم قضائه فيما يتعلق باستثناء الشواطئ الصحراوية المحتلة من إتفاق الصيد مع المغرب "

على سبيل الختم

السؤال هو  لماذا خذل  الاتحاد الأوروبي  المافيا الحاكمة في الجزائر ومعها البواليساريو  ؟  الجواب  السريع :  هو أن  الاتحاد الاوروبي  أصبح  لا يعتبر البوليساريو هو الممثل الوحيد  لساكنة  الصحراء المغربية  ، فكفى  غباوة  بأن  عسكر الجزائر يحتجز  مجموعة بشرية  يعلم الله  أصلها وفصلها  ، ومما يزيد  شك العالم  في نوايا  المافيا الحاكمة في الجزائر أنها ترفض رفضا باتا  إحصاء  هذه المجموعة البشرية المحاصرة في مخيمات تندوف ، فكفى  غباوة  أيها العالم  وأيها الاتحاد الأوروبي !!!!!.

إن الاتحاد الأوروبي  يعلنها صراحة   ويقول  للعالم  :"  هاهي الصحراء المغربية  تسير بثبات ورصانة  وأمن واطمئنان  نحو  التنمية  وعلى يد أهلها  وساكنتها  من المنتخبين  حسب الجهات ، فمن أراد من  المنتسبين  حقيقة ( أي أن يكون  أصله من إحدى المنطقتين : الساقية الحمراء ووادي الذهب )  فمن أراد الالتحاق  بهذه المنطقة  فما عليه إلا أن يبادر بذلك  فسيكون هو الرابح  ، ومن أراد أن يستمر في الخوض  في تخاريف وخزعبلات  سبعينات القرن الماضي فإننا  كأوروبيين لا يمكن أن  نسقط في فخ  التدليس والمؤامرات والدسائس التي تقودها دولة مافيوزية  ، ويجب أن  تعلم  المافيا  الحاكمة في الجزائر أن لنا  عيون  نرى بها  وآذان نسمع بها  وعقول  نفكر بها  ،  فمخططكم  يا جماعة  المافيا  الحاكمة في الجزائر  فشل فشلا ذريعا ، وطالما  أنتم  وشردمة  مرتزقة البوليساريو  تتمسكون بالمستحيل  وهو الاستفتاء المؤدي إلى  الاستقلال الذي أسقطته  كل  قرارات مجلس الأمن ما بعد  2007 فإنكم  تتمسكون بالأوهام  - وتلك  عاداتكم -  وإلا كيف  تبخرت في عهد  بوتفليقة 1000  مليار ، وكلما  سألكم  أحدٌ  عن مصيرها  كان جوابكم  التمسك  بالأوهام والأكاذيب والتخاريف والترهات والخزعبلات  لضياع  الوقت ، والاستمرار في سياسة  تضبيع  أكثر من  40 مليون نسمة  من الجزائريين .

إن كل ما ذكرناه  سابقا  ويُـتَـوِّجُهُ  تهميش الاتحاد الأوروبي للبوليساريو  تهميشا  مُذِلّاً  رغم  كل محاولاته  ليبرر  وجوده  الشَّبَحِيُّ فإن  الأمور بدأت  تتضح بأن  الاتحاد الأوروبي  والمغرب يعملان على  تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء المغربية  وفرضه كأمر واقع  بهدوء وروية  خاصة وأن  اتفاق الصيد البحري مع المغرب  يقول صراحة  من خلال  الاستنتاجات :

1)  لم  يعد الاتحاد الأوروبي  يعتبر البوليساريو  ممثلا  للصحراويين  بمواقفه الواضحة  مع المغرب و أمام  قزمية  دبلوماسية  المافيا الحاكمة في الجزائر .

2)  مجلس  الاتحاد الأوروبي  يقرر – صراحة  وبِلَا  لَفٍّ  ولا دوران - تجاوز حكم قضائه فيما يتعلق باستثناء الشواطئ الصحراوية المغربية من إتفاق الصيد مع المغرب .

3)  يؤكد الاتحاد الأوروبي  في اتفاقه مع المغرب على تنمية أقاليم  الساقية الحمراء ووادي الذهب .

في كل ذلك وفي غيرها  من الاستنتاجات التي قد تذهب  إلى أكثر من  30  سنة  من الآن  نحو المستقبل – إن شاء الله - وهو ما تتضمنه الاتفاقيات الاقتصادية الاستراتيجية  بين الاتحاد الأوروربي  والمملكة المغربية ،  في كل تلك الاستنتاجات يلح علينا السؤال التالي :

لماذا لا تزال وسائل الصرف الصحي الإعلامي للمافيا الجزائرية الحاكمة في الجزائر وأخواتها  للبوليساريو يُـصِرُّونَ  على  المزيد من  نشر الأكاذيب  لتنويم  الشعب الجزائري  وساكنة  مخيمات الذل  بتندوف بأن المغرب هو الخاسر في كل ذلك ؟

هل في دولة الجزائر مؤسسة  للرئاسة  حتى يكون لها – كدولة -  دبلوماسية  مؤثرة  في الساحة الدولية ؟ إنه العبث بعينه  واستغباء  بقية خلق الله ....

في الوقت الذي  يعمل فيه المغرب مع شركائه الأوروبيين والأفارقة  على تثبيت  الوجود المغربي  في الصحراء المغربية المسترجعة من الاستعمار الإسباني ، في هذا الوقت لا تزال  المافيا الحاكمة  في الجزائر تكذب على أكثر من 40 مليون جزائري  فيما يتعلق  بالاقتصاد الجزائري المنهار منذ  2014  والتنمية الاجتماعية المتوقفة منذ 1987 و الانتصارات المتتالية على العدو  المغربي  في قضية صحرائه التي ينعم فيها  ساكنتها  بالطمأنينة  لولا  ما  تصرفه  المافيا الحاكمة  في الجزائر  بين الفينة والأخرى  داخل  مدن الصحراء المغربية من أموال الشعب الجزائري لإثارة القلاقل  التي لا جدوى  منها ... لأن قافلة المغرب  تسير  وكلاب المافيا الحاكمة في الجزائر  تنبح ، وكما قال نور الدين  بوكروح "  فاز المغرب  بالصيد  الثمين  ونحن لا نزال  نتغنى  بظل  ذلك الصيد " ... ويمكن أن نضيف  لكلام  السيد بوكروح  : وننفق على هذا الظل أموال  فقاقير الجزائر ... لماذا ؟  لأن حكامنا  يكرهوننا  كما  يكره  قادة البوليساريو ساكنة مخيمات الذل  بتندوف .....ومزيدا من نشر الكراهية التي لا تحصدون منها سوى الهزائم  والخسران المبين ...

سمير كرم خاص للجزائر تايمز