حينما يُهان علماؤنا الأجلاء, من لدن أهل الجهل و الفسق و الفجور و انعدام الأخلاق ,وجب علينا الوقوف وقفة رجل واحد, في صف واحد. ردا على الذي أساء لهم ,فهم منارة العلم و شعلة نستزيد بها كلما وسعنا ذلك.

لقد كانت الإهانة التي تعرض لها عالمنا الجليل "القاضي عياض بن عمر اليحصبي السبتي, في برنامج الفسق على قناة من قنوات الإساءة للأخلاق و العلماء, و التي استدعت من يسئ  إلى عالمنا الفاضل القاضي عياض أمام جمهور شاركه الجريمة نفسها بالضحك و الاستهتار , و كذا أمام أنظار المغاربة .هذه القناة التي ما فتئت تسعى إلى هدم صورة ديننا الحنيف و أخلاق الناس, ببرامجها التي تسعى إلى تربية النشء على الانحلال الأخلاقي .

فماذا عسانا نفعل اتجاه هذه الهجمات المتعمدة ,التي يتعرض لها علماؤنا الفضلاء بين الفينة و الأخرى من جهلة لا يعرفون قيمة الرجال من أهل العلم و الصلاح ,بيد أن العاقل الفطن , صاحب الضمير الحي و الخلق الطاهر, لا يزيغ عن المحجة البيضاء , و لا يمدُّ بصره إلى خبث و فسق هذه القنوات , بل تجده حريصا على مدّ بصره و سمعه إلى ما ينفع . كما يبقى دورنا هو محاربة هذا النوع من القنوات الفاسدة بدون بذل الجهد في ذلك , و إنما حذفها من لائحة القنوات , إذ لا نفع منها مادامت تُبعد النشء عن أخلاقهم, مع تقديم النصيحة لبعضنا البعض , فلا خير في قوم لا يتناصحون و لا يقبلون النصيحة.

أما ما ينبغي القيام به اتجاه علمائنا الأجلاء_ ردّا على هذا الاستهزاء البئيس من قِبل أعداء الدين و العلم الرصين_ أن ننشر سيرهم و أخبارهم و مصنفاتهم العلمية تعريفا بهم, و تكريما لهم . فهذا عالمنا القاضي عياض رحمه الله صاحب عِلمو فطنة و رجاحة عقل  , حتى شاعت عنه القولة المشهورة :" لولا القاضيعياضما عُرف المغرب"  دليلا على مكانة الرجل العلمية ,و منزلته بين أسلافنا العلماء. و خير ما نختم به هذه "الصرخة" ما أبدعه إمامنا القاضي عياض في مدح خير البرية محمد صلى الله عليه و سلم في قالب شعري بليغ متين :

هذا الذي ما رأَت عين و لا سمعت            أُذن بأكرم من كفّيه إن سألوا

هذا الذي جاءت التوراة شاهدة    بأنه خير من يحفى و ينتعل

هذا الذي جاء في الإنجيل مبعثه              يتلوه من قبل ذا رهبانه الأُول

هذا الذي هتفت مــــن قبل مولده             به الهواتف و اشتاقت له المُقَلُ

 

هذا محمد الماحي و أحمدهــــــــم           هذا أبو القاسم الماحي إذا جهلوا



علي بوشنتوف