المتحكمون في امور ليبيا (الاخوان المسلمون ومن في حكمهم) حاولوا وبكل ما اوتوا من قوة وخبث، ان يعملوا على الحؤول دون قيام المؤسسة العسكرية بمحاربة الإرهاب في كافة تراب الوطن، لأنهم لا يريدون قيام الدولة بل يتخذون ذلك شعارا فضفاضا لإيهام الاخرين بالعزة والعفة. لقد قاموا بإمداد الإرهابيين ببنغازي وعلى مدى 3 أعوام بمختلف أنواع الأسلحة والبشر، ما خلّف دمارا شاملا في كافة البنى التحتية وتهجير العديد من السكان.

لقد استهدفت القوى الغربية، المؤسسة العسكرية منذ اللحظات الاولى للعدوان الهمجي تحت شعار حماية المدنيين، فتم تدمير كافة معسكراتها وما تحويه من اسلحة تعتبر جد تقليدية، لإفساح المجال امام عملاء الناتو الذين يتحينون الفرص للانقضاض على البلد، والاستحواذ على مدخراته والتصرف بها فيما لا يعني، لتحقيق مآربهم اللا محدودة، وإذلال الشعب في ابسط حقوقه المتمثلة في الغذاء الذي يبقيه على قيد الحياة.

الاخوان المسلمون ممثلون في المجلس الرئاسي والأعلى للدولة، ساءتهم انتصارات الجيش في المنطقة الوسطى فكانت مجزرة براك الشاطئ وضحاياها من شباب المناطق الملتحقين حديثا بالمؤسسة، وأدوا احلامهم لكن دماءهم التي سقطت هدرا ستلاحق الفاعلين مدى حياتهم، فتأخر نتائج التحقيق يدل على ما يضمرونه من حقد دفين نحو ابناء المؤسسة، الساعين الى حماية الوطن من التدخل الخارجي ورفع الظلم عن ابنائه.

لأعوام والجنوب العزيز يرزح ويئن تحت ظلم وجور وتحكم الميليشيات الوافدة المدعومة محليا بفعل الترابط القبلي، ولم يحرك الرئاسي ساكنا وكأنما الامور لا تعنيه وعندما اقدم الجيش على التدخل لصالح المواطن وتلبية لنداءات الاستغاثة المتكررة، وقد تجلّى ذلك من خلال بيانات الترحيب من كافة مكونات الاقليم، عمد الرئاسي الى شل قوة الجيش ومنعه من تحرير الجنوب من الميليشيات الجهوية من خلال ارساله لقوات لمحاربة الجيش ومحاولة احداث فتن قبلية وعرقية، بتعيين احد القادة العسكريين الذي لم نلحظ له أي تحرك في شان وحدة المؤسسة العسكرية اقله في الجنوب لغرض استتباب الامن ودحر الغزاة.

نستغرب ان يزج بضباط كنا نعدهم كبارا، بعدم مشاركتهم في الاقتتال الداخلي، يصبحون اليوم مطية لتحقيق اهداف السلطة الفاشية، وتشتيت الجيش الاخذ في النهوض وبناء الذات رغم مقدراته البسيطة التي استطاع الحصول عليها عن جدارة نظير الاعمال البطولية الجبارة التي قام بها من خلال تحرير كامل المشرق، ولاقت ترحيب كافة فئات الشعب بمختلف المناطق.

متصدرو المشهد السياسي ينادون بالدولة المدنية ولا لحكم العسكر، وكأننا نعيش تحت امرتهم عصر النهضة الاوروبية! او صدر الاسلام الاول، انهن سبع عجاف اكلن ما تقدمهن، ان ما يفعلونه اليوم لم تفعله اعتى ديكتاتوريات العالم على مر التاريخ.

المؤسسة العسكرية اليوم واقعة بين سندان الاخوان الذين نجزم بان نجمهم سيأفل (يسقط) قريبا ومطرقة القبلية الاثنية المقيتة التي ستجني على ابنائها ما لم تتدارك تصرفاتها الرعناء غير المسئولة.

نتمنى على القبائل ان تسعى جاهدة وبكل قواها الى سحب ابنائها من الميليشيات التي وان درت عليهم اموالا طائلة، لكنها مرغت انوفهم في التراب وجعلتهم (المشايخ والأعيان) مطأطئي الرؤوس وهم يستنجدون بآخرين في موقف جد مخزِ، تحاصرهم دماء الابرياء حيثما حلوا، وهناك قبائل "قسّمت" نفسها لان تكون شريكا لكافة الاطياف المتصارعة، لتكون الرابحة في كل الاحوال، وذلك لم يعد ينطلي على احد، فعليها ان تحدد موقفها من الصراع القائم، وألا تكون سببا في واد ما تبقّى من العسكر. فالنافذون اليوم يدركون جيدا خطورة تواجد القوة العسكرية الوطنية التي ان تحصلت على بعض الامكانيات والتفاف الجماهير حولها، ستقضي والى غير رجعة على كل المتصعلكين، لتقوم الدولة الحديثة.

شذاذ الافاق بدءوا يتساقطون كأوراق الخريف، رغم الدعم الهائل من القوى الغربية والاقليمية. المغفرة والرحمة للشهداء الابرار.


ميلاد عمر المزوغي