عشرون سنة قد مرت من حكم الرئيس بوتفليقة من 1999 إلى 2019 ليست بالزمن الهين في تاريخ الشعوب والدول لتكون الجزائر على أحسن ماتكون عليه الدول التي تحترم نفسها لكن للأسف كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم لم تكن يوما في مستوى طموحات الشعب الجزائري العظيم.

لقد ظهرت في هذه الفترة من عمر الجزائر أحزاب شكلت المشهد السياسي بتزور الإنتخابات والإنقلاب على إرادة الشعب وتحصنت بالمؤسسات الدستورية كالمجلس الوطني الشعبي ومجلس الأمة والمجالس الشعبية البلدية والولائية في كل العهدات الإنتخابية لتكرس الرداءة بامتياز ونتشار الفساد بشتى أنواعه سياسيا واجتماعيا وخلقيا وأصبح التهافت على السلطة سنة أرباب المال والولاء للسلطة والشرعية الثورية ومحاربة الإرهاب ورقة رابحة يرفعها كل الوصوليين للوصول للسلطة وتهميش القدرات والكفاءات التي رفضت هذا الواقع المزري الذي لا تحمد عقباه .

في هذه الفترة من عمر الجزائر التفت الأحزاب الفاعلة بالتزوير والمنبطحة من أجل تحقيق البقاء حول الرئيس والتغني بتطبيق برنامجه وأصبحت تسمى بأحزاب الائتلاف لتتخندق في خندق واحد وتستولي على السلطة والمال ولم تنضر إلى الشعب ولم تعره أي اهتمام إلاّ في أوقات الإنتخابات لتعرض عليه برامج وهمية والإنقلاب على ارادته بالتزور ومهما يكن فإنّ القطرة التي أفاضت الكأس تمثلت في ترشح الرئيس لعهدة خامسة رغم رفض الشعب القاطع لها لما كان يعانيه الرئيس من مشاكل صحية وغياب تام منذ 2013وهذا ما زاد الطين بلة خاصة بعد تمسكت الكثير من الأحزاب والجمعيات والمنظمات الأنتهازية ذات المصالح الإنتهازية الضيقة التي تسعى لتحقيق مآربها ومكاسبها دون مراعاة للوطن والمواطن.

أما اليوم فقد خرج الشعب للشارع للتعبير عن مطالبه وانقاذ الجزائر من السقوط لاتزال بعض الأصوات تغرد خارج السرب وكأن رسالة الشعب لم تصلها ومازالت تهتز طربا برسائل بوتفليقة لقد تم عزف الرئيس بوتفليقة عن الترشح ولكنه لم يعزف عن تمديد عهدته قد الإصلاح كما هو مزعوم لكن بعض المطبلين مازلوا لم يعزفوا عن مبادئهم الخاطئة التي لا تخدمهم ولا تخدم الشعب والبلاد ولم يضموا أصوتهم لصوت الشعب الجزائري الأبي وكأنهم يسكنون في كوكب آخر .

لقد آن الآوان بأن يفهم الجميع بأن نهاية بوتفليقة ومن يتسترون من خلفه أصبحت نهاية تاريخة حتمية تدعو الجميع للمحافظة على الجزائر وطنا وشعبا وأن يباركوا هذه الهبة التي صنعها الشعب بكل أطيافه بمسيراته السلمية ومطالبه الشرعية وأن يمدوا أيديهم لمصالحته وأن يدركوا جيدا أن أحلام الشعب أكثر وأثقلوزنا من وزن أحلامهم التي لاتزن ذبابة والله وهو الذي يتولى أمرهم .-- عاشت الجزائر المجد والخلود لشدئنا الأبرار

ن - دين للجزائر تايمز