منذ سنوات  وسنوات  ونحن  نطالب  بمحاسبة  المسؤولين  عن  سرقة  أموالنا  وضياعها  في  المجهول  وتهميش  بل إغفال  مطالب  الشعب  الضروية  عمدا  وبإصرار من  شغل  وسكن وتعليم  وصحة  وأمن  وعدالة وغيرها  من  المطالب  الأساسية  للعيش  بكرامة  للشعب  الجزائري ،  وكنا  نوجه  أصبع  الاتهام  مباشرة  لمافيا  الجنرالات  الحاكم  الفعلي  للدولة الجزائرية  ، وحينما  انتفض  الشعب  منذ  يوم  22  فبراير 2019   انتظرنا  رفع  شعارات  قوية  ومباشرة  ضد  مافيا  الجنرالات تطالب  بمحاسبتها  على  ضياع  تريليونات  من  ملايير  الدولارات  منذ  اغتصاب  الحكم  في  الجزائر عام 1962 من طرف  عصابة  بومدين   إلى اليوم  ، ومع  ذلك  فإننا  لاحظنا  أثناء  مظاهرات  كل  جمعة  خلال  حوالي  أربعة  أشهر  بأن  الحراك  يلف  ويدور   حول  شعارات  عامة  وغامضة  وأحيانا  يستفيد منها  القايد  صالح  أي  رئيس  مافيا  الجنرالات  ويضرب  بها  الحراك  لتكسيره  لولا  صمود  الشعب  في  وجه  هذه  الحيل  والمراوغات ...  فهل نحجت  مافيا  الجنرالات  في  إبعاد  الحراك الشعبي  عن  هدفه  الجوهري  وهو  المطالبة  بمحاسبة  مافيا  الجنرالات  عن  سرقاتها  الكبرى  طيلة  57  سنة ؟     

أولا : نجحت مافيا  جنرالات الجزائر في إبعاد الحراك الشعبي عن سرقاتها الكبرى وتلاعبها بالمال العام

فعلا  نجحت مافيا  الجنرالات  في إبعاد  الحراك  الشعبي  الذي  دام أكثر من أربعة  أشهر ، أبعدت  الحراك الشعبي  في  إثارة  أهم  فضيحة  جوهرية  وأساسية  منذ  1962 وهي  فضيحة  الغموض  الذي  يكتنف  ضياع  تريلونات  ملايير الدولارات  طيلة  57  سنة  ولم  يستطع  الحراك الشعبي  أن يمس  شعرة من  مافيا  الجنرالات  اللصوص بل  استطاعت  هذه  المافيا  أن  تعمل على  تحريف  هدف  مساءلة   المافيا  الحاكمة  في الجزائر  إلى  هوامش  الفساد  الأصغر  الذي  تاه  فيه  الحراك  الشعبي  وأصبح  الحراك يمسك  بخيوط  تافهة  قيمتها  بضعة  ملايين من  الدنانير التي  لا تساوي  شيئا  في  الاقتصاد  المحلي ،  وهكذا  بدل  الجهر بفضائح  مافيا  الجنرالات  المالية  التي  ظل  الشعب  طيلة  57  سنة  وهو  يتساءل  عن  مصيرها  سقط  هذا  الحراك  في  حبائل  حيل  ومكر  وخداع مافيا  الجنرالات  بقيادة  قايد  صالح   والجري  وراء  خطبه  التافهة  وخاصة  خطاب  الراية  الأمازيغية  التي  تأكد  من  خلاله  أن  الحراك فعلا  قد  زاغ  عن  طريقه  واتجه  لمناقشة  هوامش  الهوامش ..      

ثانيا : لماذا يَسْكُتُ الحِراكُ الشعبي عن الحُـفَـرِ الكبيرة التي ابْتَلَعَتْ ولا تزال ثروة الجزائر منذ 1962؟

يمكن  تصنيف  الحُفَرِ  الكبرى  التي  تبتلع  ولا تزال  أموال  الشعب  الجزائري  السائب  و تعمل  مافيا جنرالات  الجزائر   بِخُبْثٍ  وَمَكْرٍ  على إبعاد  الحراك الشعبي  الجزائري  عن  الاحتجاج  ضدها  وذِكْرِهَا  ضمن  الشعارات  التي  تطقلها  الجماهير  كل  جمعة  منذ  انطلاق  هذا  الحراك في  22  فبراير  2019  ، قلنا  يمكن  تصنيف  هذه  الحفر  الكبرى التي  تبتلع  أموال  الشعب  طيلة  57  سنة  إلى :

1) الحفرة  الكبرى الأولى : هي سرقات مافيا  الجنرالات  الحاكمين في  الجزائر الضخمة للمال العام  السائب  بدون  حسيب ولا رقيب  :  حيث  لم  نرى  في حراك  22 فبراير 2019 أي  شعار  يذكر  سرقات  مافيا  الجنرالات  في  18  جمعة  مرت  خرج فيها  الشعب  يصرخ ضد  النظام  بفوضى  عارمة  وبدون  شعارات  هادفة  ، لا يزال الحراك  يدور  في  شعارات مثلا ( يتنحاو  قاع )  أو ( ارحلو  يا عصابة السراقين ) أو ( نريد دولة  مدنية لا دولة عسكرية ) أو شعارات  تتشفى في  الوزراء  الذين  سيقوا  إلى  سجن الحراش ، أما  المصيبة  الكبرى  هي  التي  سقط  فيها  الحراك  بعدما  خاطبهم  قايد  صالح  عن منع  الراية  الأمازيغية  في الحراك ،  وسقط  الحراك  فعلا في  فخ مافيا  الجنرالات  حيث  نجحت  هذه  المافيا  في ظهور  شعارات  مثل ( ما  هو شاب ما هو قاري  ، القايد  عنصري )  أو (  ياقيادة الأركان ، القبايل ماشي عديان )  وعندما  حاول  بعض  رجال الأمن  نزع  الرايات  الأمازيغية  من  بعض  المتظاهرين  واجهوهم  بشعار (  ياللعار يا للعار ، بوليسي وَلَّى  حقار )  ، وعوض  إصرار  الحراك  على  مطالبة  مافيا  الجنرالات  باسترجاع  ما  نهبوه  من  تريليونات  ملايير الدولارات  المنهوبة من  أرزاق  الشعب  سقط  في  فخ  العنصرية  الذي  نصبته  عصابة  مافيا  الجنرالات  التي  تتوهم  أن  بِذْرَةَ  التفرقة  مزروعة  بين  فئات  الشعب  الجزائري  ، وهذا  وَهْمٌ  فظيع   تتوهمه  مافيا  الجنرالات وحدها  وما كان  على  الحراك  أن يسقط  فيه   بل  كان  عليه أن يترك مافيا  الجنرالات  مخدوعة  بهذا  الوهم   بدون وعي ، وكان  من  المفروض  على الحراك  أن  يرفع  شعارات  تَهُـزُّ  أركان مافيا  الجنرالات  مثل  : ( أين  أموال  الشعب  يا مافيا  جنرالات  اللصوص ؟ )  التي  سرقتموها  طيلة  57  سنة  ،  فمثل هذا  الشعار  هو الذي  يورط مافيا  الجنرالات في  مسؤوليتها  عن وضع  حضيض التخلف الذي  بلغته  الجزائر اقتصاديا  واجتماعيا  اليوم وليس  راية  تعبر عن  ثقافة  فئة  من  الشعب   الجزائري  الواحد  الموحد  رغم  أنف  بعض  أذناب الاستعمار  الذين  يعيشون  بيننا  ويرتعدون  من  رمز  العملاق  الأمازيغي الذي  يحمله  علم  الأمازيغ  سكان  المنطقة  المغاربية  الأصليين  شاء من  شاء وكره  من كره  ، وهذا  لا  يعني  التنكر  للاعتراف  بالغنى  الثقافي  الذي  يعيش  فيه  الشعب  الجزائري  بل والتمازج  بين  كل  عناصر  المجتمع  الجزائري ( أمازيغي –  عربي -  شاوي – مزابي – قبايلي  الخ ، وهذا  لا  ينكره  إلا  الجاهل  بالتاريخ  الحقيقي  للشعب  الجزائري  وأظن  أن الذين  لا  يزالون  يقدسون  بومدين  وعصابته  عليهم  أن  يغرقوا  في ثيابهم  خجلا  إن  كانت  فيهم  ذرة  من  إيمان  لأن  الحياء  شعبة  من  شعب  الإيمان ،  فبومدين  كان  يكره الأمازيغ  بل  ويعلن ذلك  بكل وقاحة رغم أنه أمازيغي لا لشيء إلا لأنه أراد  أن  يجعل  الشعب الجزائري  كله  ( عربيا )  رغم أنف  الشعب الجزائري  لأن  الجاهل  بومدين  كان  قد  سقط  في  القومجية  العروبية  لجمال  عبد الناصر  التي  فشلت  فشلا ذريعا  بفضل  عزيمة  ووعي  الأمازيغ  الأحرار  الذين  فَطِنُوا  بمرض  الدونية  التي  كان  يشعر بها  بومدين  أمام  عبد الناصر الذي أراد أن  يسلخ  الجزائر عن هويتها  الأمازيغية  لكن الله  أخزاه  حينما  سلط   عليه  بني إسرائيل  فهزموه  في  ستة  أيام  هزيمة  جلبت  له  ولكل  الدول  الإسلامية  الذل والعار  بعد  سقوط  بيت المقدس  في  يد  إسرائيل  بسبب  ديماغوجية  عبد الناصر  وقومجيته  العروبية  الكريهة ... إذن  لإسقاط  النظام  ونواته  الصلبة  مافيا  الجنرالات  لابد من  اختيار  شعارات  تضربه  في  الصميم  من أخطرها  عليه  هو مساءلته عن  مآل تريليونات  ملايير الدولارات التي  ضاعت  منذ  1962 أين  ذهبت  والمطالبة  بمحاسبة  عسكر  فرنسا  سريعا  عن  مصير أموال  الشعب  السائبة  إلى اليوم  وليس  متابعة  موظفين  في  البلديات  عن  ضياع  بضعة آلاف  الدنانير ؟

2) الحفرة  الكبرى الثانية هي الميزانية  السنوية  التي تخرج من خزينة  الدولة  الجزائرية  وتُقَدَّمُ  مجانا  لدويلة وهمية اسمها  ( البوليساريو ) :  لا يتجنب  الحديث  عن  هذه  الحفرة  المالية  سواءا  من  الموالاة  أو  المعارضة  المزيفة  أو  المعارضة  الحقيقية  في  الداخل والخارج  إلا  المنافقون الذين لا يريدون  ترقية  المستوى  المعيشي  للشعب  الجزائري  ويتمسكون  بأوهام  يسمونها  ( مبادئ )  هي من مكونات شخصية  الشعب  الجزائري  ألا وهي  نصرة  الشعوب  المقهورة !!!!  كيف  نعمل  ضد  ترقية  مستوى  معيشة الشعب  الجزائري  تحت  ذريعة  مناصرة  الشعوب  المظلومة ؟  إن  الصدقة  مُحَرَّمَةٌ  على  مسجدٍ إذا كان  أفرادُ  عائلةٍ  في  حاجةٍ  إلى  تلك  الصدقة  ،  فهل  البوليساريو  أكرم  وأنبل  من  مساجد  الله ؟ نحن لا  نلقي  الكلام  جزافا : إن  ميزانية  سنوية مالية  ضخمة  تذهب  للبوليساريو  لاستمرار  وجوده  الذي  ورطتنا  فيه  عصابة  بومدين ، ونحن  اليوم  نعاني  كشعب  معاناة  قاسية  لا  تختلف  كثيرا  عن معاناة  ساكنة  مخيمات  الذل  بتندوف ، لقد  استطاعت  عصابة بومدين و الذين  سميناهم  مؤخرا  بمافيا  الجنرالات  أن  تضيق  الخناق  على الشعب  الجزائري  أكثر  فأكثر  بما  تتحمله  من  مصاريف  على  استمرار  الوجود  الوهمي  لدويلة البوليساريو ، نذكر من  هذه  المصاريف  على سبيل  المثال  لا  الحصر  : مصاريف  ما يسمى  رئاسة  جمهورية  الوهم  وحكومتها  الوهمية  بكل  قطاعاتها  من أسلحة  لجيش  الدويلة  الوهمية ، وقطاع الصحة والتعليم  والخارجية  بسفاراتها  وقنصلياتها  في  الخارج ، والبرلمان ووزارة العدل  والداخلية  والأمن  والجالية  والثقافة  والإعلام  والرياضة  الخ الخ  بالإضافة لعدد  كبير من المكلفين ببعض  القطاعات  ما دون  وزارة ، فبالإضافة  إلى  رواتب  هؤلاء  الموظفين  وهم  بعشرات  الآلاف لا ننسى مصاريف  سفريات  كل  هؤلاء  الموظفين  للدعاية  لدويلة الوهم  في  الخارج  وحضور  مناسبات  تنصيب  رؤساء  الدول  والمؤتمرات  الفارغة  والتي  يكون  الهدف  منها  فقط  مجرد  حضور  شخص  من  البوليساريو على  حساب  المال السائب  في  الجزائر  وشبابنا  وشاباتنا  من  الجزائريين  والجزائريات  الذين  يعانون من  البطالة  المزمنة  بسبب  سوء  تدبير  اقتصاد  وطني وطني وطني  وليس  تدبير  كنز  تعتقد مافيا  الجنرالات  أنه  كنزها  الذي لن  يفنى ،  لكن  صدمة  انهيار  أسعار  الغاز والنفط  صدمت  مافيا  الجنرالات  وتركتهم  في  حيص  بيص ،  بالإضافة  إلى  الصدمات التي توالت  على مافيا  الجنرالات من تتابع  سحب الاعتراف  بالجمهورية  الوهمية  كان آخرها  دولتان هما  السالفادور  وباربادوس  التي  قالت  وزيرتها  الأولى : " باربادوس  تَصْطَفُّ  مع   162  دولة  في الأمم  المتحدة  التي  تثمن  مباردة  الحكم  الذاتي  تحت  السيادة  المغربية "..... فهل  يرفع  الحراك  الشعبي  الجزائري المجيد  شعار : ( أموالنا  لنا  لا لغيرنا  ) ( الشعب  الجزائري  قبل  الأجنبي ).  نحن  أحرار  الجزائر  الحقيقيون  لا  ندافع  عن المغرب  ، فكما  قال الأستاذ  هشام  عبود  ذات  مرة  حينما  زار  المغرب  وقارن  بينه  وبين  الجزائر وقال  قولته  الشهيرة  ( أنا  بديت  نحسد  المغرب  لانهم  فاتونا  بعشرين  سنة ، وأنا  لا أدافع  عن المغرب  المغرب  عندو  اولادو  يدافعوا  عليه  أنا  أدافع  على  الجزائر )  ... حقا  نحن  لاندافع  عن المغرب  فتلك  مشكلته   لكن  مشكلة  الشعب  الجزائري  هي  مع  لصوص مافيا  الجنرالات  التي  تبعثر أموالنا  ذات  اليمين  وذات  الشمال  بلا حسيب  ولا رقيب ،  يجب  على الحراك  الشعبي  أن  يحارب  على الجبهات  الصحيحة  وليس المحاربة  على  الجبهات  الوهمية  والتيه  وراء  خطب  النَّصَّاب  قايد صالح  قائد  مافيا  الجنرالات الحاكمة  في الجزائر ،  وجبهتنا  الثانية  ضد  ضياع  أموالنا  وأرزاقنا  هي  جبهة  البوليساريو  التي  تأكلنا  ليل  نهار  وندافع  عنها  بل  نقطع  من  لحومنا  ونشويها  ونقدمها  بغباء  منقطع النظير  لبعض  الانفصاليين  الذين  (  ضَبَّعُونَا  )  طيلة  44  سنة  بسبب  ديماغوجية  مافيا  الجنرالات  ، فعلينا  أن نفيق من غفلتنا  وأن نرفع  شعارات  في الحراك  تدعو  لطرد  البوليساريو من أرضنا  لأنهم  أكلونا ونحن  نرى  بأم  أعيننا   ونحن  أولى  بأرزاقنا  وخيراتنا  ..... فهل يمسك البوليساريو ملفات على مافيا جنرالات الجزائر تخص العشرية السوداء ؟  ربما  تكون  هذه  الفرضية  صحيحة  لأن  المبالغة  في تمسك  عصابةٍ  بعصابةٍ  أخرى  لا  يدل  إلا  على  أن  بينهما  ملفات  يخشى  كل  واحد  على  نفسه  من  الآخر  أن  يكشفها  ،  وقد تكون ملفات  خطيرة  جدا  على المستوى  الدولي  ، لذلك  ربما  تخشى مافيا جنرالات الجزائر من  تهديد  البوليساريو  بكشف  تلك  الملفات  في  حال  أي  محاولة  من مافيا  الجنرالات  للتخلص  من  البوليساريو  وخاصة  أن  هناك  أخبارا  تروج  بأن  أحد  القابعين  في  سجن الحراش  قد  اعترف   أثناء  التحقيق  معه   بأن  البوليساريو  كان  مكلفا  ببيع  أعضاء  ضحايا  العشرية الحمراء  في  السوق  السوداء  !!!!   

3) الحفرة الكبرى الثالثة  هي  وَهْـمُ  الخطر  الخارجي  الذي  تبرر  به مافيا  الجنرالات  المبالغة في  اقتناء وتكديس الأسلحة  بدون  مبرر  واقعي إلا  إذا  كان  المبرر  هو  توجيه  هذا  السلاح  إلى  صدور  الشعب  الجزائري العدو الحقيقي  لمافيا  الجنرالات كما  كان الأمر  في  أكتوبر  1988 ومجازر ( 1992 - 1999 )  ، قد  تصدمنا  أرقام  خيالية  تنفقها  مافيا  الجنرالات  على السلاح  وتجديد  السلاح  ،  ويكفي أن  أذكر أن  الجزائر  كانت  تحتل  سنة 2005   المرتبة  38 عالميا  وقفزت إلى الرتبة  25  عالميا  في  2017  في حين  تقهقر  العدو الخارجي  الخيالي  أو المفترض  ( المغرب ) من  الرتبة  30  عام  2005  إلى  الرتبة  44 !!!  في  الحقيقة  لست أدري  هل  هذا  يسعد  الشعب  الجزائري  أن  تكدس مافيا  الجنرالات  هذه  الأسلحة  أم  يحزنها  ؟  لأن  السقوط  في  فخ  الدول التي تصنع  السلاح  أمرٌ رهيبٌ ،  فهل  نحن  شعب  حرب  أم  شعب  سلام ؟  ثم  لماذا لا  تشارك  قواتنا  في  عمليات  حفظ السلام  مع  قوات الأمم  المتحدة ؟  إن  عدم  مشاركة  جيوشنا  في  عمليات  حفظ  السلام  مع  قوات  الأمم المتحدة   يدل   على  أن  الجزائر  دولة  حرب   وليست  دولة  سلام ،  نعم  الجزائر دولة حرب  لكن  على  من  ؟  إنها  دولة  حرب  على  شعبها  لا غير ، إن مافيا  الجنرالات  تقتني  السلاح  وتجدده  لتبقى  خالدة  في  السلطة  إلى  يوم  القيامة  فتلك   عقيدتها  العسكرية ،  ليست  عقيدتها  العسكرية  هي  حماية  الحدود  من  العدوان  الخارجي بل  عقيدتها  العسكرية  هي  مواجهة  الشعب  الجزائري  إذا  حاول  الخروج  عن  طاعتها  واستمرار  انبطاحه  تحت  ( صباطها )  إلى يوم القيامة ، عقيدة  مافيا  الجنرالات الجزائرية  هي  إحكام  القبضة  الحديدية  بقوة السلاح  على  الشعب  الجزائري ،  هنا  مرة أخرى  لماذا  لا ترفع  شعارات  في  الحراك  تدعو  مافيا  الجنرالات  إلى  عودة  الجيش  إلى  الثكنات  وليس  العمل  على  إدماجه  خفية  بين  رجال الأمن  في  البداية  ثم  الخروج  لقتل  الشعب  ( طاي  طاي ) ... يجب  أن  تكون  شعاراتنا  في  الحراك  أننا  مسالمون  سلميون  وعلى  عساكرنا  أن  يكونوا  مثلنا  مسالمين  سلميين إلا  إذا  مس  أي  عدو  حدودنا  إذاك  سيكون  الشعب  أول  من  ينهض  بمهمة  الدفاع  عن  حوزة  الوطن  ولو  بالأظافر  والحجارة ، لا أن  يتخذوا  مبررات  لا يقبلها  عقل  حول  العدو  الخارجي  الخيالي  أو المفترض  حتى  أننا  أصبحنا  أضحوكة  العالم  بهذا  المبرر ،  فإذا  انتشرت  الحمى  القلاعية  في  مواشينا  فهي  من  العدو  الخارجي ، وإذا  انتشرت  الكوليرا  في الجزائر  فهي من  العدو  الخارجي ، وإذا  انتشر  الزكام  بين  الجزائريين  فهو  من  العدو  الخارجي ...  إن  نفقات  السلاح  حفرة  ضخمة  تتسرب  منها  أرزاقنا  لصالح  شعوب الدول  التي  تصنع  السلاح  وتصنع  معه  النزاعات   المفتلعة  ، أما  نحن  كشعب  جزائري  حر  ، نحن  شعب  مسالم  لا يمكن  أن  نعتدي  على  أحد  إلا  إذا  اعتدى  علينا  أولا .. لذلك  يجب  أن  نرفع  شعار (  كفى  من  شراء  السلاح  نريد  العيش  في  سلام  )  أو  (  الشعب  كفيل  بحماية  وطنه  فادخلوا  يا عصابة  المجرمين إلى  ثكناتكم  ) ....

4الحفرة  الكبرى  الرابعة هي  انعدام  الحَكَامَة  العصرية  في  تدبير  اقتصاد  البلاد  مما  ينتج  عنه أولا  فوضى  تشتيت  المال العام  السائب أصلاً ، وثانيا  خَلْقُ  فُرَصِ  النهب  السهل  والاغتناء  السريع  من أرزاقنا لأن الحكامة  الجيدة  هي  التدبير  الدقيق  لكل سنتيم  يصرف  مع  تتبع  كل  المصاريف  يوميا  ، أما  الفوضى  وانعدام  الحكامة  في  تدبير الاقتصاد  الجزائري  عامة  وتَمَسُّكُمافيا  الجنرالات   بهذا  النهج  الاقتصادي  فهو  دليل  قاطع  على أن  مافيا  الجنرالات  يفضلون  العيش  في  الظلام  أو  المياه  العكرة  حتى  ينهبوا  ما  يريدون من  المال  السائب ، مثلا لماذا  تهرب مافيا  الجنرالات من  الحكامة العصرية  الحديثة  في  تدبير  الاقتصاد ؟  وبالمناسبة  فكل  البحوث  التي  كتبها  الاقتصاديون  الأكاديميون  الجزائريون أنفسهم  يعترفون  بأن  الجزائر  ليس  لها  اقتصاد  بالمفهوم  العصري الحديث  بل  هي  دولة   اقتصاد فوضوي  في التعامل  مع  المال  العام  بكل  ارتجالية  وانعدام  التخطيط  واعتبار  الخزينة  مجرد  صندوق  فيه  أموال  تَغْـرُفُ  منها  مافيا  الجنرالات  ما  تريد  ومتى  تريد  بلا  حسيب  ولا رقيب لأنها  عصابة  استغلت  السطو على سلطة  الشعب  وأصبحت تحكم  البلاد  والعباد  طيلة  57  سنة و تضرب  على  نفسها  طوقا  من  الحماية  الأمنية  والعسكرية  الصارمة  وإلا  لما  ساقت  أمامها  أكثر  من  40  مليون  جزائري  بالحديد  والنار  بنجاح  منقطع  النظير ،  فإسكات  كل  الجزائريين  ونشر  القحط  الفكري  عامة  والسياسي  على الخصوص  لا تكون  بالشعارات  الديماغوجية  .... وعليه  لماذا  لم  نجد  من  بين  شعارات  الحراك  وللجمعة  18  أي  شعار  يطالب  بمحاسبة  مافيا  الجنرالات  وتعويضهم  بمن  يتحمل  المسؤولية  المدنية  لتعيش  البلاد  بالشفافية  الاقتصادية والمالية  وكذلك المطالبة  بانتزاع  تسيير  المنشآت  الكبرى  التي  تعتبر  عماد  اقتصاد  البلاد  من  أيادي  اللصوص  المتآمرين  مع مافيا  الجنرالات   ضد  الشعب  الجزائري طيلة  57  ....

عود على بدء :  طالما  لم  يتجه الحراك  مباشرة  إلى  مافيا  الجنرالات  برفع  شعارات  تطالب  بمحاسبتها  ومحاكمة  الفاسدين  فيها  ،  وطالما  نخوض  في  تفاهات  اعتقال  المدنيين  الفاسدين  الذين  كانوا  يتلقون  أموامر  فسادهم  من  مافيا  الجنرالات  مهما  كانت  مراتبهم  حتى  ولو  كانوا  رؤساء  للجزائر من  الذين جاؤوا  بعد  بومدين  مؤسس  العصابة  الأول  والذي  نتج  عنه  تفرع  العصابة  إلى  مافيات  تكونت  حول  كل  جنرال  أو بضعة  جنرالات ، وطالما  نخوض  في  تفاهات  خطب  القايد  صالح  من  الحديث  عن راية  الأمازيغ  مثلا  التي  لا يناقشها  إلا  الذين  يتشككون  هم  أيضا  في  رمزيتها  الثقافية  فقط  ويخشون - بلا  مبرر-  أن تكون  رمزا  للتفرقة  وهو  أمر  لن  يكون  أبدا  ،  فالجزائريون  شعب  واحد  موحد  منذ  قرون  وقرون  والحديث  في  هذا  الموضوع  يثير  التقزز  لدى  عقلاء  الجزائر  من  جميع  فئات  الشعب  وأعراقه  لأنه  أمر  محسوم  ولا  يجب  الخوض  فيه  لأن  ذلك  يعطي  الحجة  ضدنا  ويبرر  طرحه  عند  أعداء  الشعب  وعلى  رأسهم مافيا  الجنرالات  وقائدهم  الطالح ، وطالما  لم  نلاحظ  توجه  شعارات  الشعب  مباشرة  إلى  المافيا  العسكرية  الحاكمة  فإن  الخوف  لايزال  يركب  الشعب  من  انقلاب مافيا  الجنرالات على الشعب في أي لحظة ،  إن  حراكنا  سلمي  وسيظل  سلميا  حتى  تتنحى  مافيا  الجنرالات  وليس  بضعة  وزراء  جاءت  بهم  الأقدار  في  طريق  الحراك  ودفعت  بهم مافيا  الجنرالات  إلى  المقصلة  ليكونون  أكباش  فداء  من  أجل تزكية  سرقات  لصوص مافيا  الجنرالات  وضمان  الأمن  والأمان  لأموالهم  التي  نهبوها  طيلة  57  سنة ....  يجب  التركيز على  استرداد  تريليونات  ملايير  الدولارات من  مافيا  الجنرالات  أنفسهم وليس  السقوط  في  فخ  الدوران  حول  تخاريف مافيا  الجنرالات  وحيلها  الماكرة  في  إبعاد  شعارات  الحراك  عنهم  حتى  يأتي  من  يرضونه  لأنفسهم  رئيسا  ونعود  عبيدا  كما  كنا ....

الخوف  كل  الخوف  من  أن  تذهب   أهداف  حراك  22  فبراير 2019  أدراج  الرياح  خاصة  وأن  شعار ( يتنحاو  قاع )  استغلته  مافيا  الجنرالات  بل  وتبنته  بحماسة  على لسان  قايد  صالح  لكنهم  حرفوه   نحو  وجهة  أخرى  ونجحوا  وظلوا  هم  بعيدا  عن  أي  تهمة  موجهة  لهم  مباشرة  ،  إذن  ظهرت  مؤشرات  ما  يجب  القيام   به   في  المستقبل  العاجل  : شعارات  مباشرة  ضد  مافيا  الجنرالات  الحاكمة  فعليا   في  الجزائر.. والمجد  والعزة  للشعب  الجزائري ...

سمير  كرم  خاص  للجزائر  تايمز