أولا : لماذا هذا السؤال ؟ سنقارب هذه الفرضية من خلال هذا الموضوع:
1) الشعب الجزائري حَكَمَتْهُ عصابات متتالية طيلة 57 سنة .
2) العصابات التي حكمتْ الشعب الجزائري من طبيعتها نسج المؤامرات و الغدر والخيانة والمكر والخبث و الخسة والدناءة ونزعة السطو على متاع الناس وأموالهم وممتلكاتهم : أي فيهم طبيعة اللصوصية .
3) من الوسائل التي استعملتها العصابات التي توالت على حكم الشعب الجزائري : الاعتماد على نشر الرُّعب بين الشعب ليخضع لطاغوتها وجبروتها ، ومن أجل ذلك صنعتْ الإرهابَ عموما في المنطقة المغاربية ،وسنذكر ولادته وتطوره بمساعدة أعداء الشعب الجزائري وخاصة أمريكا وفرنسا كما يلي :
4) صنعت المخابرات العسكرية الجزائرية أولا ما كان يسمى الجماعة الاسلامية المسلحة ( الجيا ) بأمر من الجنرال توفيق مدين في عام 1992 وذلك لقمع وطمس فوز الجبهة الاسلامية للانقاذ في الانتخابات التشريعية ( في ديسمبر 1991) وذلك من أجل تركيز سياسة نشر الرعب بين الناس في الجزائر..
5) ثم خرج من رَحِمِ الجماعة السلفية للدعوة والقتال ( الجيا ) تنطيم آخر يسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال في سبتمبر 1998 وهي كذلك من صناعة العصابة الحاكمة للإمعان في نشر الرعب بين الجزائريين
6) و انبثق ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في يناير 2007 عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر المذكورة مؤخرا...
7) بصناعة هذه التنظيمات الإرهابية استطاعت عصابات حكام الجزائر أن تُـرَكِّـزَ جَبَرُوتَها على الشعب الجزائري الذي وضعته تحت ( الصباط ) منذ 1962 وأذاقته خلال 57 سنة الذل و مرارة الظلم والهوان كان أَظْهَرُهَا للعالم ما يسمى بالعشرية السوداء التي استباحت فيها عصابة الحكام ومافيا الجنرالات دماء الشعب الجزائري وهو ما لم يعرفه أي شعب في العالم من الإذلال وتمريغ كرامة الشعب في الوحل .
8) ولمَّا كانت فلسفةُ عصابة بومدين الحاكمة في الجزائر وما توالد عنها منعصابات أخرى : هي نَشْرُ الرعبِ بين الشعب الجزائري وإذلاله قد أَظْهَرَتْ نتائجَ مُبْهِرًةً وحاسمةً وذلك بِـتَـبَـنِّي فكرةَ نَـقْـلِ الرُّعب الذي كان مُسْتَحْكِماً في نفوس عصابة المجرمين الحاكمة تَمَّنَـقْـلُ ذلك الرعبإلى نفوس الشعب الجزائري العدو الأبدي للسلطة الجزائرية منذ 1962 ، وكانت هذه الفكرة قد أعطت نتائج مُبْهِرَةً ، وهنا اِلْـتَـفَـتَتْ العصابة الحاكمة في الجزائر إلى عناصر إرهابية أخرى تعيش في مخيمات تندوف كانت قد هَـيَّأَتْهَا وسلّحتها ودربتها على حرب العصابات منذ 1975 أي قبل مذابح الجنرال خالد نزار عام 1992 في عشريته السوداء ألا وهي ميليشيات البوليساريو التي كانت مهيأة منذ 1975 ومدربة جيدا ومدججة بالسلاح الخفيف والثقيل لتدعيم تسلط طاغوت وجبروت العصابة الحاكمة في الجزائرعلى الشعب الجزائري..... ( ومما يُقال عن العشرية السوداء أن البوليساريو شارك في ذبح الجزائريين وهذا أمرٌ غير مستبعد ) كما فعلوا مع القذافي الذي دعمته البوليساريو عسكريا إلى أن تَـمَّ قتله من طرف ثوار ليبيا الأحرار في بالوعة للصرف الصحي ، وقد سمعنا مشاركة البوليساريو في الدفاع عن القذافي من أفواه ثوار ليبيا أنفسهم بل سمعنا ورأينا من خلال أجهزة إعلامية أن الثوار قد رفعوا شكوى لحكام الجزائر بل وللأمم المتحدة من جراء تدخل البوليساريو المقيم في الجزائر في الشؤون الداخلية لليبيا ...
9) طيلة 45 سنة من صناعة فيروس البوليساريو كانت كافية لأن يتغلغل هذا الفيروس في كل مفاصل دولة عصابة بومدين التي اعتمدت على كراهية الشعب الجزائري، حتى أصبح البوليساريو أحد أهم الأسلحة الموجهة ضد الشعب الجزائري وليس غيره .
10) أصبحت ميليشيات البوليساريو جهازاً فتاكاً زرعته عصابة بومدين وسط الشعب الجزائري وأصبح خطراً على الشعب الجزائري لأنه مدجج بكل أنواع السلاح التي وضعته عصابة بومدين رهن إشارته...
11) اختلطت عناصر كثيرة جدا من البوليساريو بين صفوف الشعب الجزائري ليعيشوا بينهم تحت غطاء دعم الشعب الصحراوي أما الحقيقة فإن عناصر البوليساريو يشكلون الطابور الخامس بل أصبح جزءا من السلطة الحاكمة في الجزائر وأصبحنا نحن الجزائريين لا نعرف الفرق بين صحراوي من أقصى جنوب صحراء الجزائر بلباسه التقليدي وصحراوي مغربي انفصالي من البوليساريو .
نحن إذن أمام ظاهرة عسكرية بوليسية مخابراتية اجتماعية فاشستية صنعتها عصابة بومدين بعد جريمة افتعال نزاع الصحراء مع المغرب ، وجعلت العصابة الحاكمة في الجزائر من البوليساريو جيشا خلفيا ليدافع عن تركيز جريمتين : الأولى وهي التي تظهر للعيان وهي افتعال جريمة فصل الصحراء المغربية عن وطنها الأم ، والثانية هي الاعتماد على عصابة البوليساريو لإنقاذ العصابة الحاكمة في الجزائر كلما تعرضت لخطر الزوال ، ولنا في ذلك مثالين الأول مشاركة البوليساريو في ذبح الجزائريين في العشرية السوداء ، والثاني الدفاع عن حليفها الديكتاتور المقبور القذافي لأن السلطتين في البلدين كانتا يدعم بعضها بعضا حسب اتفاقيات سرية بين السلطتين الغاشمتين ، وبذلك يكون البوليساريو هو البعبع أو الفزاعة التي ترفعها السلطة الباغية غي الجزائر في وجه الشعب الجزائري ... فهل أصبح الشعب الجزائري يخاف من عصابة البوليساريوفي حالة ما إذا بدت مؤشرات هزيمة عصابة بومدين ومن جاء بعدها ؟
ثانيا : هل يتجه الشعب الجزائري نحو الخوف من عصابة البوليساريو ؟
لعل ذلك قد تجاوز الافتراضية وأصبح واقعا كابسا على أرواح الشعب الجزائري ... إن سيناريو استعمال العصابة الحاكمة سواءا القديمة أو الحاكمة
الآن ، أصبح سيناريو استعمال البوليساريو في إنقاذ العصابة الحاكمة والدفاع عنها ضد ثورة 22 فبراير 2019 أصبح هذا السيناريو يقترب من الواقع لأن مؤشرات هزيمة عصابة القايد صالح ومافيا الجنرالات أصبحت مسألة وقت فقط ، ويمكن استنتاج ذلك مما يلي :
1) يكفي رئيس العصابة الحاكم المؤقت المدعو عبد القادر بن صالح ( تبهديلتو ) مع بوتين رئيس روسيا الذي طلب هو مقابلته ليشرح له الوضع في الجزائر لكن انقلب السحر على الساحر ورأينا كيف كانت نظرات بوتين تَحُطُّ من قيمة مخلوق مذلولٍ أصلاً في بلده الجزائر خاصة حينما قال ابن صالح بأن الأمور في الجزائر بخير وعادية ، وهو أمر غير صحيح والعالم كله ومعه بوتين يعرفون حالة الجزائر منذ زمن بعيد أي منذ طرد بوتفليقة من بومرداس في ماي عام2003 بشعار (pouvoir assassin ) إلى خطابه طاب جناني عام 2012 وبعدها صمت بوتفليقة صمت أبي الهول إلى أن تَـمَّ طردُه في 02 أبريل 2019 من رئاسة الجمهورية ... كل هذا يعرفه القاصي والداني كما يعرف العالم أن الجزائر أصبحت عالة على العالم باقتصادٍ مهترئ بالي تعود طريقة تدبيره إلى القرون الوسطى ، وبوتين يستحضر هذا الشريط وهو يمعن النظر في رجل هو ( شبه ) رئيس دولة يكذب ثم يكذب ثم يمعن في الكذب وبوتين ينظر إليه بمكرٍ وخبث .
2) استشاط شباب الجزائر الأحرار وغضبوا غضبا شديدا بما وصفهم به المعتوه الكذاب عبد القادر بن صالح أمام الرئيس الروسي بوتين : " حيث وصف المتظاهرين ببضعة عناصر تعطيهم وسائل الإعلام حجما أكبر، مؤكدا أن الوضع في الجزائر تحت السيطرة وذلك في محاولة لطمأنة بوتين بما يجري." في الجزائر ، لكن ما يجري في الجزائر هو حقيقة يعرفها العالم كله .
3) الجزائر ضعيفة جدا جدا وتتلمس أمام استمرار ثورة 22 فبراير 2019 كل السُّبُل للخروج من هذا المأزق خاصة وقد شرعت أطر عليا تلتحق بحراك الشعب كالقضاة والمحامين بعد الأطباء والأساتذة والطلبة الجامعيين الذين جعلوا من يوم الثلاثاء من كل أسبوع يوم عرس لهم ضد العصابة التي اغتصبت السلطة للمرة الثانية ، حكام الجزائر اليوم يتلمسون سبل الخروج من مستنقع ثورة 22 فبراير 2019 الذي رماهم فيه الشعب الجزائري وهو يتفرج عليهم وهم يتمرغون في الذل والمهانة الداخلية والخارجية ...
لعل بوادر انهيار الدولة الجزائرية قد بدت معالمها لقايد سنة رابعة المدعو قايد صالح ... السؤال هو : لماذا لم يستسلم قايد صالح لمطالب الشعب هو ومن معه من مافيا الجنرالات والوضع يزداد اختناقا على هذه السلطة الشكلية والمنبوذة داخليا وخارجيا ؟
هنا يُـطْرَحُ تدخل البوليساريو لإنقاذ سلطة القايد صالح بالقوة العسكرية بتواطؤ مع بعض كابرانات فرنسا ... وهذا أول سيناريو محتمل خاصة وأن بوادر فشل إجراء الانتخابات الرئاسية التي فرضها قايد صالح يوم 12 ديسمبر 2019 أصبحت مؤكدة ....أما السيناريو الثاني فإن مرتزقة البوليساريو المفروض أنهم مغاربة انفصاليون منذ 1975 وخصوصا المقيمون بمخيمات تندوف والذين أصبح العالمكله يعرف أنهم مع مرور 45 سنة في فيافي تندوف أصبحوا خليطا من المتشردين الجزائريين والمتشردين النيجيريين ( نسبة للنيجر ) والماليين الذين استوطنوا مخيمات تندوف ووجدوا فيها ملاذا لِسَدِّ آفة الإمْلاقِ المنتشر أبديا هناك في صحراء لحمادة ، أما الانفصاليون الصحراويون المغاربة الذين ينتمون للعسكر الجزائري فهم الجيش الاحتياطي الذي تعول عليه العصابة الحاكمة لينقذها عندما تقترب ساعة انهيارهم ، مستغلين انتشار عناصر عصابة البوليساريو بين عموم الجزائريين وهم مُدَرَّبون على حرب العصابات أي حرب الغدر والاغتيالات المفاجأة ضد الشعب الجزائري الذي يأمن لهم وهم متربصون له ليغدروا به كما فعلوا في العشرية السوداء ، فأصبح البوليساريو حسب هذا الافتراض مجموعة من الأفاعيالسامة ربتها كل العصابات الحاكمة التي تعاقبت على سلطة الجزائر منذ عصابة بومدين ، ليكونواعلى استعداد للفتك غدرا بالشعب الجزائري الذي احتضنه وأدخله إلى بيوته ، ألم تسمعوا أن عصابة قايد صالح في خطوة مثيرة للجدل ، أثارت غضب الشعب الجزائري حين خصص جزءًا كبيرامن ميزانية قانون المالية لسنة 2020 من مداخيلها من النفط والغاز لدعم جبهة البوليساريو الانفصالية ، رغم إعلان وزير الداخلية صلاح الدين دحمون عن ضائقة مالية تمر بها البلاد وسيتم تجميد جميع المشاريع المستقبلية نتيجة لذلك إلا أن يَقتربوا منميزانية البوليساريو السنوية لأن هذا الأخير أصبح جزءاً من العصابة الحاكمة مثله مثل رجال الأمن الجزائري والجيش الجزائري ، إن الوقت قد حان للاستعانة بخدمات هذه الأفعى التي تمكنت كالسرطان من كل مفاصيل الجزائر وشعبها ودروبها ومداشيرها حتى أصبح يبدو من المستحيل إخراجها من الجزائر لأنها تَغَوَّلَتْ في دروب وشقق ومداشير الجزائر مدججة بالسلاح ومن يحلم من الجزائريين بطردهم من الجزائرسيلقى الموت الزئام حتما ، لقد احتلت البوليساريو الجزائر ، وشعب الحراك أصبح يضع في حسبانه غدر البوليساريو لذلك فعلامات الخوف من البوليساريو مفضوحة في وجه شعب الحراك لأنهم بين نارين : نار سلاح قايد صالح وزبانيته من مافيا الجنرالات وبين سلاح البوليساريو المستخفي في دروب وشقق وأزقة عموم الجزائر ..
الأسئلة هي : هل يَـتَـوَجَّـسُ الشعبُ الجزائريُّ خِـيفَـةً من عصابة البوليساريو ؟ هل ستواج الشعب عصابة البوليساريو كذلك ؟ أم هل سيسقط الحراك في أطروحة البوليساريو وتخاريفه المهترئة و بذلك سيموت الحراك الشعبي إلى يوم القيامة ؟
سمير كرم خاص للجزائر تايمز
تعليقات الزوار
39 ?????