ليس المغرب  وأعضاء  مجلس الأمن  كيفما  كانت قيمتهم  بين دول العالم،  فهم ليسوا من الغباء حتى  يخضعوا  لضغط   العصابات  الحاكمةفي  الجزائر  الذين  يضغطون بدورهم على  البوليساريو حتى  يكرروا  في   كلامهم   صيغة  (تقرير  المصير  والاستقلال)  فهذا هو العبث  بعينه  ومضيعة  للوقت  وإمعان في  معاناة   ساكنة  مخيمات  تندوف  وإطالة عمر قضية  الصحراء  المغربية  لأنها  بقرة  حلوب  لأي  سلطة  جاءت  لتحكم  الشعب  الجزائري  بما في ذلك  استغناء  قادة  البوليساريو  منها، ومن  المؤكد  أن  قضية  الصحراء  هي  مصدر  رزق  لكثير  من  لصوص  مافيا  الجنرالات  الحاكمين  على  الشعب  الجزائري  وهم  بدورهم   متواطئون  مع  لصوص قادة  البوليساريو للإمعان  في  تفقير  الشعب   الجزائري   والإمعان   في  تخلفه حسب وصية  الجنرال  دوغول  منذ  أن  باعت  عصابة  بومدين  الجزائر  لفرنسا  بأبخس  الأثمان  ....

أولا : المغرب لا يحتل  الصحراء  مثلما  احتلت  العراق  الكويت !!!!!

منذ توقيع  اتفاقية  وقف إطلاق  النار في 06  سبتمبر 1991  والأمم  المتحدة  تصدر   القرارات  تلو  القرارات  ، وحينما  نقول  الأمم  المتحدة  فإننا  نعني جميع  أجهزتها :  الجمعية  العامة أو مجلس الأمن أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي أو  مجلس  الوصاية أو محكمة العدل الدولية  أو الأمانة  العامة ...  كل  هذه  الأجهزة  لم  تصدر أي  قرار  كتابي  أو  وثيقة  رسمية  تذكر  فيها  ما  يعني  بصفة  مباشرة  أو  غير  مباشرة  أن  (  المغرب  يحتل  الصحراء  الغربية )  وبمعنى  أفضح  أن  المغرب  كدولة  عضو  في  الأمم  المتحدة  قد  احتل  دولة  أخرى  عضو  في  الأمم  المتحدة  ،  فهذا  ما  كان  ولن  يكون  أبدا   لسبب  بسيط  وهو  أن  البوليساريو لم  يكن  دولة  قط  ،  والعصابات  التي  حكمت  الجزائر  ولا تزال  تريد  أن  تدخل  الجمل  في  سم  الخياط عنوة   وصنعت  هذا   النزاع   وافتعلته   افتعالا  حتى  تَـبْـتَـزَّ الشعب  الجزائري قبل بقية العالم،  وقد  وجدت  العصابات  التي  توالت  على  حكم الشعب الجزائري  رؤساء  بعض  الدول   الفاسدين   بطبعهم   سواء  في  إفريقيا  أو  أمريكا  اللاثينية  وجدتهم  على  استعداد  للخوض  في  المياه  العكرة  دون  البحث   والتعمق  في  سبب  هذا  النزاع  وليس  الاحتلال ، ولنا  مثالٌ  على  سفاهة  بعض  العقول، هذا  المثال  جاء  على  لسان  أغبى  أمين  عام   في  تاريخ  الأمم   المتحدة   المدعو  بوكي  مون  الذي  قال وهو  جاهل  جهول  وأمي  مثل  وتد  صدئ   وواقع  تحت   الضغط   الشديد  لحكام  الجزائر   وبجانبه   يدفع  به   نحو  الهلاك   المرتشي المسمى  كريستوفر  روس ،  قال بوكي  مون   وهو  في  غيبوبة  : إن ( المغرب  محتل  ) وهو  الذي لم  يكن  يعرف  كوعَهُ  من  بوعِهِ... أين  هو  بوكي  مون  هذا الآن  ؟  لقد  جَفَّ  وتفتت  هو  وكلامه  الذي  ندم  عليه  وذَرَتْهُ  الرياحُ  أي  جف  وشتته  الرياح  مثل  أي  أبعار  الجِمَالِ  في  فيافي   الصحراء ... ذهب  وكانت  فترته  أسوأ  فترة  عاشها   العالم  (  القاعدة  + داعش +  تغول إيران  في  اليمن و سوريا  والعراق  +  ضياع  لبنان  بالإضافة لتزايد  النزاعات  المسلحة  في  كل  أرجاء  العالم  ومنها  فترة   الذل  الذي  عاشته  الجزائر  أيام   أصبحت  سماء   الجزائر  مُشَاعَةً  للأنذال  حينما ترك  بوتفليقة   الطائرات  الفرنسية  وغيرها  تَـفْـتَـضُّ  بكارة  سمائنا  وتمر  إلى  مالي  وغيرها  لأن  الجزائر  دولة   فاشلة   منذ   زمان  ) ....

في  02  أوت /  أغسطس  1990 حينما  دخلت  قوات  صدام  حسين  إلى  دولة  الكويت  وجدنا  العالم   قد  اهتز  لذلك ووضع   احتلال   الكويت   موضع   اهتمامه   الكبير  وشرع   فورا   وبسرعة  شديدة  في   استجماع   قوات   العالم   لتحرير  الكويت  ،  بالمقابل حينما  استرد  المغرب  صحراءه   نجد  قليلا من  أغبياء  رؤساء  العالم  الذين  استفزتهم  عصابة  بومدين  هم  الذين  تحركوا  بالقول  وليس  بالفعل  ورددوا   مع   عصابة  بومدين  أن  المغرب  اعتدى على  شعب   الصحراء   الغربية  ولم  يقولوا  باحتلال  المغرب  للصحراء  فهذا  الأمر  جاء  بعد  أن  أغذقت  عصابة  بومدين  طيلة  سنوات  عديدة  الأموال  التي  لا تحصى  بملايير  الدولارات  بل  بآلاف  ملايير  الدولارات  لتنتزع   عصابة  بومدين   من   بعض  أغبياء  العالم  الذين  يساقون  كالبهائم  ويرددوا  كالببغاء   مع  عصابة   بومدين  (  تقرير  مصير  الشعب  الصحراوي  والاستقلال ) ...أما  الكويت  التي  احتلها  فعلا  صدام   حسين  فإن  العالم  بأسره  لم  يقل  بل  فَعَلَفِعْلاً  وهو  تجميع  قوات  دولية   بسرعة  وإخراج  الجيش  العراقي  من  الكويت  في  ظرف  07  شهور ... أعيد  ظل  احتلال  العراق  للكويت  07  شهور  فقط   وليس  44  سنة ... وليس  44  سنة  يا  عصابة  حكام  الجزائر  ودواب  البوليساريو الذين  تسوقهم  عصابات  حكمت  وستحكم   الجزائر  (  والله  باين  إن  القايد  صالح  ماشي  في  طريق   استنساخ  عصابة  أخرى  من  عناصر  العصابات  السابقة   التي  حكمت  الجزائر ... لك  الله  يا شعب  المليون  ونصف  مليون  شهيد  )....

قام    العالم   كرجل  واحد  بعد  أن  استجمع  كل  قوات  الدنيا  لإخراج  جيش  العراق  من  الكويت ،  واليوم  إذا   استثنينا  مافيا  جنرالات  الجزائر  اذكروا   لي  دولة   واحدة  فقط   هي  على  استعداد  للانضمام   لجيش  الجزائر  لإخراج  جيش  المغرب  من  الصحراء  ،  ولعل  حتى  جيش  الجزائر  لم  يكن  ولن  يكون  قط  في  حالة   تجعله  يحرر  الصحراء  الغربية   من  الجيش  المغربي  ويقدمها  على  طبق  من  ذهب  للبوليساريو  ،  أما  البوليساريو  فمن  المضحك  المبكي  أنه  يهدد  المغرب   ببضعة  صور  لأسلحة  هي  أقرب  للخردة  الصدئة    منها  للسلاح  بالمعنى  العسكري ...

ثانيا :طالما  يطمع  البوليساريو  في  " الاستقلال " فهو  بعيدٌ  جدا  عنكل ما  يصدر عن مجلس الأمن

هناك  فرضيتان  لعلاقة  الجزائر ومعها  البوليساريو  بقرارات  مجلس الأمن  الصادرة  منذ  1991  :  الفرضية  الأولى  وهي  أنهم  يفهمون  مقاصد  تلك  القرارات  لكن  استراتيجية  مافيا  جنرالات  الجزائر  هي  إطالة  عمر  هذا  النزاع  حتى  يبقى  مصدرا  مهما  جدا  لأرزاقهم  وهي  بملايير  الدولارات ،  بل من  الغباء  أن  يعملوا  على  تنفيذ   قرارات  مجلس الأمن بل  بالعكس  فهم  يعملون  على  تحريفها  وتشويش  مفاهيمها  عنوة  لتضليل   الشعب  الجزائري  ومعه بقية  العالم  وحتى  يبقى  الوضع  ساكنا  متجمدا  لأنه   هو   الوضع  الذي  يستفيدون  منه  جميعا  كلما  طال  أمد  هذا النزاع الذي افتعلته عصابة  بومدين  وتلقفته  كل  العصابات  التي   جاءت  بعده  ، وهكذا سيبقى الشعب الجزائري في التخلف  إلى يوم  القيامة ... أما  الفرضية  الثانية  ( وهي   مستبعدة  )  ومضمونها  أن  العصابة  الحاكمة  في  الجزائر  ومرتزقة  البوليساريو  عبارة   عن  جماعة جاهلة  ولا تفهم  مقاصد  قرارات  مجلس الأمن  وهي  تتعامل  مع  تلك  القرارات  حسب  فهمها  المحدود بل وجهلها  بتلك المقاصد  وعلى  رأسها   مبدأ   (حل  النزاعات  بين  الدول وليس  بين  دولة  ومنظمة  لا  قيمة لها  في  الأمم  المتحدة، نقول  حل  النزاعات بالطرق  السلمية  وبكل  واقعية)  والواقعية   التي  تفرض  نفسها في نازلة  الصحراء  المغربية  أن  المغرب لن  يخرج  من  صحرائه  أبدا، بل  قد  يستكمل  أراضيه  الباقية  بالقوة العسكرية،  تلك  الأراضي  (الشريط  العازل) التي ما  تزال عصابة البوليساريو  مع  المافيات  الدولية  التي  تجمعت  في الشريط العازل  تستعمله  كفضاء  مشاع  لكل  من  يحترف  الإجرام  بكل  أنواعه،  وللمغرب الحق  في  تطهير تلك المنطقة  خاصة  وأن الأمم المتحدة وباعتراف  جبهة  البوليساريو  بأن (مجلس  الأمن على حافة  الإفلاس)  وأن  الأمم  المتحدة  برمتها  لم  تعد  قادرة  على  القيام  بمهامها  وتحقيق  مقاصدها ،  وتجدون  هذا  الموقف   من  البوليساريو  نحو  مجلس  الأمن  والأمم   المتحدة   في  خطاباتها  التي   ترددها   كلما  صفعها   مجلس  الأمن  بواقعية  المغرب  مقابل  تخاريف  العصابة  الحاكمة  في  الجزائر  وحليفتها   البوليساريو   طيلة  44  سنة  (  كانت  الفترة  ما  قبل  1991  فترة  طمع  عصابة  بومدين  في انتزاع  الصحراء  من المغرب  بالقوة  لولا   انتفاضة   الشعب   الجزائري  في  انتخابات  1991  التي  اضطرت معها عصابة  بومدين   ومافيا  الجنرالات، اضطروا  معها   لخوض  معركة  ذَبْحِ   الشعب   الجزائري  فردا فردا وببرودة دم المستعمر الفرنسي تماما  بتمام، ولن  يفعل  الإنسان  بأخيه  الإنسان  مثل  ذلك  إلا  إذا بلغت  به  الكراهية  له  مداها، والشعب الجزائري  يعلم  أن  هذه   الكراهية  هي  نفسها التي كان  يعاني منها مع الاستعمار الفرنسي فقط  وحده  دون  غيره ، إذن لا فرق أبدا  بين عصابة  بومدين  السفاحة  وجيش  الاستعمار  الفرنسي ....

إذن طالما عصابة المجرمين  الحاكمين في الجزائر وبيادقهم من البوليساريو يطالبون باستقلال الصحراء المغربية  ، فإن  قرارات   مجلس  الأمن والوثائق الصادرة عنه مكانها لدى هاتين العصابتين (عصابة حكام الجزائر+  البوليساريو)  أقول  مكان  تلك  الوثائق هو سلة  المهملات  لتستمر مسيرة  النهب، سواء نهب أموال الشعب   الجزائري أو نهب المِنَحِ التي يدفعها المُغَفَّلُونَ من المنظمات العالمية للبوليساريو.

وكلما وجدتم كلمة (الاستقلال)  في خطاب الجزائر والبوليساريو فاعلموا  أنهم لا يأخذون هذا النزاع مأخذ الجد، بل  سيتركوه  ألعوبة يتلهى بها  الشعب الجزائري  وساكنة  الذل في مخيمات العار  بتندوف. وتلك  هي الحقيقة  المرة ..

سمير كرم خاص للجزائر تايمز