في يوليوز عام 1975، حلّ عبد العزيز بوتفليقة ضيفاً على المغرب على متن طائرة بصفته وزيراً للخارجية للجارة الشرقية، وأعطى تصريحاً صحافياً أكد فيه أن بلاده "لا ناقة لها ولا جمل في الصحراء".

جاء ذلك في كتاب "مذكرات صحافي.. رحلة في الزمن والمكان"، الصادرة عن منشورات حموش لصاحبه علي ابن استيتو، الصحافي الذي كان يشتغل آنذاك في وكالة المغرب العربي للأنباء.

ويحكي ابن ستيتو، في مذكراته، أن بوتفليقة حين زار المغرب في تلك السنة كان "في أوج قوته وتألقه شكلاً وحديثاً".

وذكر الصحافي أن بوتفليقة اجتمع، خلال زيارته تلك إلى الرباط، مع الملك الراحل الحسن الثاني حول الصحراء وموقف بلاده بخصوص الملف.

وحين كان بوتفليقة على أهبة مغادرة البلاد عبر مطار سلا، توجّه ابن استيتو إلى المطار على وجه السرعة بطلب من رئيسه في التحرير لمحاولة أخذ تصريح صحافي منه.

ويروي ابن استيتو قائلاً: "دخلت القاعة الشرفية بالمطار لحظات قبل أن يصل بوتفليقة، غير بعيد كانت ترسو على أرضية المطار طائرة جزائرية صغيرة، ومحركاتها في حالة تشغيل، فيما بدا لي بعض العمال يصعدون إليها محملين بأكياس كرطونية كبيرة، علمت من موظفي المطار أنها تتضمن منتوجات من الصناعة التقليدية، هدية للضيف الجزائري".

وأشار الصحافي إلى أن بوتفليقة دخل القاعة الشرفية للمطار رفقة نظيره المغربي أحمد العراقي، وبعد ذلك وجه إليه ابن استيتو سؤالاً مباشراً عن زيارته وعن فحوى محادثاته مع الملك، فأجاب: "أود التأكيد، بهذه المناسبة، أن الجزائر لا ناقة لها ولا جمل في الصحراء".

وأضاف بوتفليقة وفق ما ورد في مذكرات الصحافي: "الجزائر تدعم المغرب وموريتانيا، وتتضامن معهما لتحرير هذه الأراضي من الاستعمار الإسباني".

وذكر ابن استيتو أن هذا التصريح، الذي كان مسجلاً بالصوت على جهاز التسجيل الخاص بالوكالة، حظي باهتمام خاص من قبل جهات عليا، حيث استمعت إلى ما صرح به بوتفليقة بصفته وزيراً للخارجية الجزائري.

بعد ذلك، قام ابن استيتو بتفريغ محتوى التصريح على الورق وبثه في شبكة وكالة المغرب العربي للأنباء؛ لكن الصحافي أشار في مذكراته إلى أن هذا الموقف سبق أن تعهد به الرئيس الجزائري آنذاك الهواري بومدين أمام القمة العربية سنة 1974 التي نظمت في الرباط، وتبين له أن "ذلك كان مجرد كلام للاستهلاك".