لا يزال الاحتقان سيد الموقف بالمخيمات، و لا تزال  تبعات قضية تسريب صور "علية الساعدي"، زوجة المدون "الفاظل ابريكة"، و كذلك الاعتداء الذي تعرض له "خطري ادوه"، رئيس المجلس الوطني الصحراوي، تلقي بضلالها على الوضع الامني هناك، حيث انتشرت مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي العديد من التسجيلات الصوتية، لملاسنات بين مختلف اطراف الازمة، خصوصا تسجيل صوتي لـ "خطري" ادوه يحكي ما تعرض له خلال احتجاج شباب "السواعد"، في حين  انبرى احدهم بتسجيل خطير يسب فيه الجميع.

وتفيد الأخبار التي وافانا بها مراسلونا من داخل المخيمات، كون القيادة الصحراوية قامت باستقدام وحدات من الجيش الشعبي الجزائري و قامت بنشرها بالمناطق المحادية للمخيمات فيما يشبه عملية تطويق للمخيمات ذات الكثافة السكانية الكبيرة و أيضا القريبة من مركز الرابوني،  حيث حاصرت مخيم العيون، فيما اكتفت في عسكرتها لباقي المخيمات كمخيم الداخلة و السمارة و أوسرد و الرابوني بلواء واحد لكل مخيم على حدا.

و لم تقف القيادة فقط  عند عملية التطويق هذه، بل قامت بوضع نقاط تفتيش عسكرية على الطرق المؤدية من و إلى  كل مخيم، مستعينة في ذلك  بالمدرعات و العتاد الثقيل الذي يظهر جليا أمام العابرين للطرقات، و الذين يتعرضون للمضايقات من طرف عناصر الجيش بسبب التفتيش الدقيق و المستفز.

كما قامت وحدة من الجيش الصحراوي، في نفس اليوم (2019.11.09) باعتقال المدون و الناشط على مواقع التواصل الاجتماعية "بودّا مصطفى حلود"، المنتمي لقبيلة "السواعد" التي تقود الحراك داخل المخيمات، بعدما أقدم على نشر تدوينة  على تطبيق "الواتساب" ينتقد فيها القيادة الصحراوية و الطريقة التي تدير بها القضية و التضييق الذي تمارسه القيادة على حرية التعبير داخل المخيمات، التي تطبق عليها بقبضة من حديد، حيث تفيد مصادرنا أنه اقتيد بشكل سري إلى مركز اعتقال تابع للجيش بـ "النخيلة" و الذي يبعد بحوالي 5 كلم شمال عن الرابوني، قبل ان يتم الافراج عنه في اليوم الموالي، عقب الافراج عن المدونين الثلاثة.

ينضاف إلى هذه التطورات الخطيرة حادث محاولة اغتيال "أحمد عليان"، الذي يعتبر من مناصري الجلاد "سيد أحمد البطل"، أحد القياديين المتهمين بتسريب صور "علية الساعدي"، إذ قام ملثمان بمهاجمته بأسلحة بيضاء، و بعد فراره حاولت سيارة رباعية الاجهاز عليه عبر صدمه، لكنه  نجا من الموت بعدما تمكن  من الاحتماء بمنزل بدائرة "حوزة".

ما يحدث داخل المخيمات من تطورات غير مسبوقة تنضاف التطورات التي تعرفها الفضيحة الجنسية اهزت السلك الدبلوماسي الصحراوي بالديار الفرنسية،  بسبب العلاقة الماجنة بين ممثل الجبهة هناك " ابي بشرايا البشير" و  الشابة "عزيزة احميدة"، رئيسة رابطة الشباب و الطلبة الصحراويين بفرنسا، يؤكد بالملموس أن الوضع خطير قبيل المؤتمر القادم و الذي  نتمنى ان يكون نقطة انعطاف إيجابية في مسار القضية الصحراوية.

ح.سطايفي للجزائر تايمز