مشكورا سي الرمضاني لاستضافته الدكتور سمير مشور أحد الكوادر المغربية بكوريا

الجنوبية، يشغل حاليا نائب رئيس مجموعة سامسونغ بيولوجيسك من أكبر الشركات

لصناعة الأدوية بجانب منتجاتها الأخرى، بعد اشتغاله مع عدد من الشركات بالولايات

المتحدة الأمريكية واليابان والصين وغيرها. بعد شرح مستفيض لكوفيد 19 و ذكر أنه من

الفيروسات المتطورة، مما يصعب عملية إنتاج لقاح نهائي خاص به في المرحلة الراهنة، إذ

أوضح أن الفيروس الذي ظهر أول مرة بيوهان الصينية ليس هو الفيروس الذي وصل إلى

كوريا ولا هو الذي وصل إلى أمريكا. إنه من الفيروسات المتطورة بشكل رهيب.

إلى الآن ذكر د. سمير بخصوص اللقاح، فالمنافسة على أشدها، فحوالي 120 مشروع

تتسابق لإنتاجه، لكن حوالي ستة أو سبعة فقط وصلوا إلى المرحلة الإكلينيكية على طريق

الإنتاج (ثلاثة بأمريكا وثلاثة بالصين وواحد بأوكسورد ببريطانيا)، أما البقية فهي لا تزال

في المرحلة المختبرية، ولن تتجاوزها سوى في غضون سنة ونصف إلى سنتين.

وحتى في حالة إنتاج هذا اللقاح يتساءل ما إن كان بالإمكان تلقيح 7 مليار على وجه كوكب

الأرض؟ ويزيد د. سمير قائلا بأننا سنكون محظوظين إن وجد من بين هذه السبعة واحدا

فعالا بدون أعراض جانبية خطيرة، وإلا ستكون العودة حتمية إلى نقطة الصفر. و أكد على

أن الفيروس سيعود، فلا يسع الدول إلا أن تعد العدة لمواجهته. ولكن يقول بما أن الحجر

الصحي وحالة الطوارئ لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. فتكلفته الاقتصادية والاجتماعية

عالية جدا، فالحل الذي يقترحه، هو نموذج كوريا الجنوبية الذي اتبعته منذ ظهور أول حالة.

كوريا يقول أخذت العبرة من 2015 مع فيروس مارس، إذ كانت العواقب وخيمة في

الإصابات و الأرواح بالآلاف. من يومها انكبت كل الوزارات والقطاعات العمومية و

الخاصة على بلورة استراتيجية لمواجهة الجوائح، فكانت النتيجة مع كوفيد 19. فكوريا لم

تفرض الحجر الصحي ولا أغلقت حدودها باستثناء مع يوهان، ولم تسجل فيها سوى حالتي

وفاة. كيف ذلك؟

يوضح د. سمير وهو الجواب الذي أجاب به لما سئل عن رأيه في رفع الحجر بالمغرب.

أولا كوريا الجنوبية لم تتهاون في التعامل معه منذ ظهور الحالات الأولى في معقله، إذ

تحركت البلاد بكل أجهزتها، وذلك بمنع التجمعات أكثر من عشرة وفرضت الكمامات

والتباعد و قياس درجة الحرارة في كل الأمكنة، ليعرج على الإجراءات التي اتخذها

المغرب، فبقدر تنويهه بها بما انها جنبت البلاد الأسوأ، مقارنة مع دول كبرى، بقدر انتقاده

باستعراضه للمحطات المتعلقة بالتجمعات التي تعتبر تربة خصبة لانتشاره، إذ منع المغرب

في البداية تجمعات أكثر من ألف شخص، بعدها بعشرة أيام عدل ذلك. تأخر آخر سجله

بخصوص فرض الكمامات، إذ لم يفرضها إلا في سبعة أبريل أي بعد ثلاثة أشهر على

ظهور الفيروس.

ثانيا كان لكوريا الجنوبية من الإمكانات ما يؤهلها لتجري الفحوصات على كافة الشعب

الكوري. وإنها اليوم تجري الفحوصات على كل من يدخلها عبر الرحلات الجوية والبرية

والبحرية إلى البلاد مائة في المائة.

ثالثا الالتزام الكلي بالكمامات في جميع المرافق عامة أو خاصة حتى أضحت مثلها مثل

ارتداء الأحذية إذ لا يمكن للإنسان أن يخرج من بيته حافيا. وحتى في حالة خرق هذا

الإجراء وأشار أنه عادة ما يكون من طرف الأجانب طلبة فيتناميين وغيرهم، فإن الغرامات

مرتفعة جدا ( 8000 دولار) مع التهجير الفوري من البلد.

رابعا قياس حرارة كل المواطنين عند ولوج أي مرفق عمومي أو خاص. لا يتحدث عن

الشركات والإدارات والمعامل فهذا مفروغ منه، بل حتى عند ولوج المقاهي وكذا ارتياد

محلات الحلاقة لا بد من قياس درجة حرارة الجسم كله.

خامسا الالتزام بالتباعد الاجتماعي يؤكد د. سمير أنه لا بد من الاقتناع بأن الحياة بعد كوفيد

19 غير الحياة قبله. فهذه مسلمة لا بد من الإيمان بها والعمل بكل الإجراءات للحد من

خطورته، لأنه حتى في حالة إنتاج اللقاح لا ينتظر أن ينتج بالملايير حتى يستفيد منه الجميع

على قدم المساواة.هذا على احتمال إنتاجه في غضون 2021 أو أقل ببضعة أشهر حسب ما

ذكره. فالرهان الذي أكد عليه الالتزام بكافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.



 بوسلهام عميمر